سؤال وجواب

تعريف-الزواج-في-الإسلام


الرجل والمرأة في الإسلام

جاءت تعاليم الإسلام متناغِمةً ومتناسِقةً مع ما كان عليه العرب في الجاهلية من ضبطِ العلاقة بين الرجل والمرأة، والقائمة على تحريم جميع أشكال العلاقات بين الجِنسيْن خارج إطار رسميٍّ معترفٍ به في المجتمع، وانطلاقًا من هذا المبدأ وإتمامًا له جاء الإسلام وجعل جميع العلاقات الجنسية بين الرجل والمرأة محرمةً تحريمًا مغلَّظًا واستثنى منها الزواج محدد الأركان والشروط في القرآن والسنة، والغاية منه حفظ المجتمع المسلم من الضياع والانحلال والفساد، وبدأ هذا النظام الرباني بالعلاقة الزوجية التي ربطت بين آدم -عليه السلام- وزوجته حواء في الجنة، وهذا المقال يسلط الضوء على تعريف الزواج في الإسلام.

تعريف الزواج في الإسلام

الزواج في الإسلام واحدٌ من أسمى وأرقى العقود الإنسانية المُبرمة بين طرفيْن، وقد أطلق الله عليه في القرآن الكريم لفظ الميثاق الغليظ نظرًا لمكانة وأهمية هذا العقد قال تعالى: "وَأَخَذْنَ مِنكُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا" [١]، وتعريف الزواج في اللغة العربية فهو مأخوذٌ من الفعل زوّج وزاوج أي قرن الشيء بالشيء وربط بينهما فأصبحا شيئًا واحدًا، كما يُطلق لفظ الزواج عند عامة الناس على العقد الشرعيّ المُبرم بين الرجل والمرأة بوطءٍ أو دون وطءٍ، وتعريف الزواج عند فقهاء المسلمين ويُطلق عليه أيضًا اسم النكاح هو العقد الشرعي وِفق تعاليم الإسلام وشروطه والذي يعطي الحق الشرعي لكلٍّ من الرجل -الزوج- والمرأة -الزوجة- حق الاستمتاع بالآخر -العلاقة الجنسية الكاملة- على الوجه المشروع بحيث يحق للمرأة الاستمتاع بهذا الرجل بموجب عقد الزواج ويُحرَّم عليها أي رجلٍ آخر.

أمّا الرجل فيحق له الاستمتاع بهذه المرأة بموجب ذات العقد ويجوز له الاستمتاع بامرأةٍ أخرى بعقد زواجٍ آخر -إباحة تعدد الزوجات للرجل في الإسلام- قال الله تعالى: "وَأَنكِحُوا الْأَيَامَىٰ مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ ۚ"[٢]، وبتعريف الزواج في الإسلام يلاحظ أنّه يتطابق مع تعريف الزواج بوجهٍ عامٍّ مع ما جاء في الأديان السماوية والأديان المختلفة والتى ترى أنّ الزواج هو الإطار الشرعي في أي دينٍ أو مذهبٍ لتأسيس الأُسرة وإنجاب الأبناء.

رابطة الزواج في الإسلام تبقى قائمةً بين الزوجيْن من خلال عقد الزواج والمُسجَّل في المحاكم الشرعية بحسب المذهب الإسلامي في كلّ دولةٍ ما لم يُفكّ هذا الرباط أو العقد بين الزوجيْن عن طريق الطلاق أو الفسخ أو الخُلع بحسب ما جاء في تعاليم الإسلام في مسألة الطلاق. [٣][٤]

حكم الزواج وشروطه وأركانه

اختلف علماء أهل السنة والجماعة في تحديد حكم الزواج بحسب حالة الفرد، فالزواج واجبٌ لمن امتلك القدرة المادية والجنسية والمعنوية وخاف على نفسه من الوقوع في المحظور إذا بقي بلا زواجٍ، ويكون الزواج مستحبًا لمن امتلك القدرة عليه لكن دون خوفه على نفسه من الوقوع في المحذور إن بقي بلا زواجٍ.

وقد حدد الشرع الحنيف شروط الزواج الصحيح بأربعة شروطٍ هي: تحديد اسميْ الزوجيْن، وقبول كلا الزوجيْن بالآخر، ووجود الزوج أو وكيله وولي أمر الزوجة لعقد لإتمام عقد الزواج، وشهادة رجليْن عدليْن من المسلمين على عقد الزواج قال -عليه الصلاة والسلام-: "لا نكاحَ إلا بولِيٍّ، وشاهِدَيْ عَدْلٍ" [٥]

أما أركان الزواج الصحيح والموافق للشريعة الإسلامية هما ركنان: أولهما الإيجاب أي أن يقول ولي أمر المرأة -الأب أو الأخ أو أيًّا من محارمها أو ولي أمر المسلمين-: زوجتُكَ ابنتي أو أختي أو فلانة ويسميها باسمها، وثانيهما القبول أي أن يقول الرجل المقبل على إتمام الزواج أو وكيله: قبِلتُ الزواج من ابنتك أو أختك أو فلانة ويسميها باسمها. [٦]

 

المراجع[+]

  1. {النساء: الآية 21}
  2. {النور: الآية 32}
  3. تعريف الزواج وحكمه،,  "www.alukah.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 19-02-2019، بتصرف
  4. مقدمات النكاح،,  "shamela.ws"، اطُّلع عليه بتاريخ 19-02-2019، بتصرف
  5. الراوي: عمران بن الحصين و عائشة، المحدث: الألباني، المصدر: صحيح الجامع، الصفحة أو الرقم: 7557، خلاصة حكم المحدث: صحيح
  6. حكم الزواج المدني،,  "www.islamqa.info"، اطُّلع عليه بتاريخ 19-02-2019، بتصرف