تعريف-سورة-الطارق
القرآن الكريم
هو كلام الله -سبحانه وتعالى- أنزله على نبيِّه محمد -صلى الله عليه وسلم- عن طريق أمين السماء والوحي جبريل -عليه السلام-، وجعلهُ منارةً للبشرية منذُ أول لحظة نزل بها وإلى قيام الساعة، يهتدي به البشر ويصلح الله تعالى به دنياهم وينظِّمُ حياتهم وينجيهم في الآخرة من عذاب أليمٍ ويدخلهم جنَّاتٍ تجري من تحتها الأنهار، قال تعالى: {الر كتابٌ أنزَلناهُ إليكَ لتُخرجَ النَّاسَ من الظُّلماتِ إلى النُّور} [١]، وتبلغُ عدد سور القرآن الكريم 114 سورة فيها أسمى آيات البلاغة والإعجاز والمعرفة، وهذا المقال سيتحدث عن تعريف سورة الطارق وعن فضلها. [٢]
تعريف سورة الطارق
عند الحديث عن تعريف سورة الطارق يجدر بالذكر معرفة كل التفاصيل التي تتعلق بهذه السورة الكريمة، حيثُ تعدُّ سورة الطارق من قصار السور ومن قصار المفصَّل بالتحديد، وهي من السور المكيَّة التي نزلت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في مكة المكرمة قبل الهجرة إلى المدينة المنورة، تقع في الجزء الثلاثين من كتاب الله أي في جزء عمَّ آخر جزء من القرآن الكريم، عدد آياتها 17 آية في كلِّ منها معجزة من معجزات الله الدالة على عظمته وقدرته تعالى، ورقمها من حيث الترتيب في المصحف الشريف 86، وسمِّيت بسورة الطارق لأنَّ الله افتتحها بالقسم بالسماء والطارق، والطارق هو النجم المضيء المشِع الذي يطرق سواد الليل ويثقبه فيُرى إلى الأرض، وهو كل نجمٍ يطرقُ السماء ليلًا ويختفي خلال النهار، قال تعالى في بداية سورة الطارق: {والسماء والطَّارق * وما أدراكَ ما الطارق * النجمُ الثاقب} [٣].
وفي تعريف سورة الطارق لابدَّ من المرور على آيات الإعجاز التي أشار لها العلماء في هذه السورة، فقد انطوت سورة الطارق على العديد من الحقائقِ الكونيَّة المذهلة، فقوله تعالى: {فلينظرِ الإنسانُ ممَّ خُلق * خُلق من ماءٍ دافق * يخرُج من بين الصلبِ والترائب} [٤]، وهذا إعجاز في خلق الإنسان ذكره الله قبل 14 قرنًا، وكذلك قوله تعالى: {والسماء ذاتِ الرجع} [٥]، ومعنى الرجع هي التي ترجعُ الاهتزازات الصوتية والأمطار والحرارة وغير ذلك، ولم يصل الإنسان إلى معرفة وجوه الإعجاز هذه إلا في العصر الحديث بعد التفوُّق العلمي في مختلف المجالات. [٦][٧]
فضل سورة الطارق
بعد تعريف سورة الطارق سيُشار إلى فضل هذه السورة، فقد ورد في فضلها أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- أمرَ معاذ بن جبل -رضي الله عنه- أن يقرأ في الصلاة عندما يؤمُ الناس بسورة الطارق مع غيرها من قصار السور وأن يبتعدَ عن السور الطويلة حتى لا يفتن الناس، عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عندما بلغه أنَ معاذ يطيل في الصلاة قال: "أفتَّانٌ أنتَ يا معاذُ أفتَّانٌ أنتَ يا معاذُ، اقرَأْ بسورةِ كذا وسورةِ كذا، قال عمرٌو: وأمَره بسُوَرٍ قصارٍ لا أحفَظُها، قال سفيانُ: فقُلْنا لعمرِو بنِ دينارٍ: إنَّ أبا الزُّبيرِ قال لهم: إنَّ النَّبيَّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- قال له: اقرَأْ بـ {السَّمَاءِ وَالطَّارِقِ} [٨]، {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ} [٩]، {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا} [١٠]، {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى} [١١]، قال عمرٌو: نحوَ هذا" [١٢].
وعن جابر بن سمرة: أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يقرأُ في الظُّهرِ والعصرِ بـ{السَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ} وبـ{السَّمَاءِ وَالطَّارِقِ} ونحوِهما من السوَرِ" [١٣]، وورد في فضلها عدد من الأحاديث الموضوعة مثل حديث أبي بن كعب وهو حديث موضوع لا أصل له: "مَنْ قرأ والسماء والطارق أَعطاه الله من الأَجر بعدد كلِّ نجمٍ في السماء عشر حسنات" [١٤]، والله أعلم. [١٥]المراجع[+]
- ↑ {إبراهيم: الآية 1}
- ↑ الفرق بين القرآن والمصحف, ، "www.alukah.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 21-2-2019، بتصرف
- ↑ {الطارق: الآيات 1-3}
- ↑ {الطارق: الآيات 5-7}
- ↑ {الطارق: الآية 11}
- ↑ سورة الطارق, ، www.marefa.com، اطُّلع عليه بتاريخ 21-2-2019، بتصرف
- ↑ المقصود بالصلب والترائب, ، "www.islamweb.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 21-2-2019، بتصرف
- ↑ {الطارق: الآية 1}
- ↑ {البروج: الآية 1}
- ↑ {الشمس: الآية 1}
- ↑ {الليل: الآية 1}
- ↑ الراوي: جابر بن عبدالله، المحدث: ابن حبان، المصدر: صحيح ابن حبان، الصفحة أو الرقم: 2400، خلاصة حكم المحدث: أخرجه في صحيحه
- ↑ الراوي: جابر بن سمرة، المحدث: الألباني، المصدر: أصل صفة الصلاة، الصفحة أو الرقم: 2/464، خلاصة حكم المحدث: على شرط مسلم
- ↑ الراوي: أبي بن كعب، المحدث: ابن حجر العسقلاني، المصدر: الكافي الشاف، الصفحة أو الرقم: 315، خلاصة حكم المحدث: موضوع
- ↑ كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم, ، "www.al-eman.com"، اطُّلع عليه بتاريخ 21-2-2019، بتصرف