سؤال وجواب

مقدمة-عن-بر-الوالدين-لإذاعة-المدرس


مقدمة عن بر الوالدين

بر الوالدين من أحبّ الأعمال إلى الله تعالى، فقد أمرَ الله تعالى بالإحسان إلى الوالدين وطاعتهما وحُسن صحبتِهما ومعاشرتهما بالمعروف جزاءً على تعبهما على الأبناء طوال سنوات حياتهما، فالأم والأب هما أحقّ الناس بالعناية والرعاية، وهما شموع العمر التي تحترق لأجل أن تضيء الطريق للأبناء، وهما الجنة التي جعلها الله تعالى في الدنيا، وقد أمر الله تعالى ببرّ الوالدين وطاعتهما في الكثير من آيات القرآن الكريم منها قوله تعالى: {وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا}[١].

الأم والأب هما بستان الورود الذي يفوح شذاه على الأبناء كي يعطروا عمرهم بالحب والفرح والخير، ومن واجب الأبناء تقدير صنعهما والاهتمام بهما مهما تبدلت الظروف والأحوال، وعدم تفضيل أحدٍ عليهما مهما علا شأنه، ومهما قيل في وصف الوالدين فإنّ الكلمات تعجز عن ذكر محاسنهما وتعديد صفاتهما التي لا مثيلَ لها أبدًا، لأن الحب الصافي لا يوجد إلا في قلوب الوالدين، والعطاء الكبير لا يأتي إلا منهما، فهما النبع الذي لا ينضب ولا يتوقف عن العطاء مهما جاءت سنوات من الجفاف والقحط، لهذا مهما فعل الأبناء للوالدين يظلوا مقصرين في حقهما، فهما وصية الخالق -جلّ وعلا-، كما أن الرسول الكريم -عليه الصلاة والسلام- أمر ببرّ الوالدين وطاعتهما.

بر الوالدين له فضلٌ كبير وأثرٌ إيجابيّ في حياة الأبناء، إذ إن بر الوالدين يزيد في الرزق ويعطي البركة في العمر والأبناء، كما يزيد من الحسنات ويمحو السيئات، وهو سبب التوفيق في الدنيا والنجاة في الآخرة، لأن رضى الله تعالى من رضى الوالدين وسخطه من سخطهما، لذلك فإن بر الوالدين وطاعتهما سببٌ في النجاة من النار واستجابة الدعاء، ومن يبر والديه سيقوم أبناؤه في المستقبل ببرّه، علمّا أن هذا البر لا ينقطع بوافتهما، وإنما يظلّ مستمرًا حتى بعد وفاتهما، ومن بر الوالدين بعد التحاقهما بالرفيق الأعلى: إنفاذ عهدهما في الدنيا، وزيارة أصدقائهما وتقديم الاحترام لهم، والحرص على صلة الرحم التي لا تُوصل إلا بهما، وتنفيذ وصيتهما، والأهم من هذا كلّه هو الدعاء لهما دومًا، والتصدّق عنهما، كما أن بر الوالدين سببٌ من أسباب السعادة في الدنيا والآخرة، لذلك يجب على الأبناء الالتزام به دائمًا واعتباره منهاجًا في حياتهم لا يتخلون عنه أبدًا مهما كانت الظروف، فالبارّ بوالديه هو أكثر الناس قربًا من رسول الله -عليه الصلاة والسلام-.

المراجع[+]

  1. سورة الإسراء، آية: 23