سؤال وجواب

لافتة-عن-النظافة


لافتة عن النظافة

النظافة من الأمور الأساسيّة التي يجبُ الالتزام بها، خصوصًا أنها شرطٌ أساسيّ لأداء العبادات في الدين الإسلاميّ، إذ إنّ الله تعالى أمر بالنظافة والتطهّر والوضوء قبل أداء الكثير من العبادات مثل: الصلاة والطواف بالكعبة وقراءة القرآن الكريم، وعند الحديث عن النظافة فإنّ المقصود بها أن تكون نظافة شاملة وكاملة، سواء نظافة البدن أو الثياب أو نظافة المكان الذي يتواجد فيه الإنسان، نظرًا لأهمية النظافة في الحياة والحاجة الماسة للتقيّد بأبسط قواعدها الأساسية؛ لأنّها سببٌ رئيس لوقاية الإنسان من الإصابة بالأمراض المختلفة، خصوصًا تلك التي تنتقل من شخص لآخر بسبب انعدام النظافة الشخصية.

النظافة بمثابة الدرع الحامي للصحة، كما أنها تمنع انبعاث الروائح الكريهة من الأجسام والأماكن، وتساعد في بث الطاقة الإيجابية والتخلص من الطاقة السلبية، فالأماكن النظيفة والمرتبة ذات الروائح العطرة تُعدّ مصدرًا للطاقة الإيجابية، وتساعد على الإنتاجية أكثر، كما أنّها تعطي شعورًا بالانطلاق، كما أن النظافة جزءٌ من فطرة المخلوقات جميعها التي خلقها الله تعالى عليها، وهي غير مقتصرة على الإنسان فقط، فالحيوانات تنظف نفسها بنفسها وتتخلص من القاذورات التي تعلق في جسمها وفي أماكن عيشها، وكذلك البحار تتخلص ممّا يعلق فيها من قاذورات بإخراجها مع الزبد الذي يطفو على السطح، وهذه سنة الله تعالى في خلقه الذي لم يخلق شيئًا عبثُا.

الحفاظ على النظافة يُعدّ من علامات الإيمان، فمن يحافظ على نظافته يكسب الأجر والثواب من الله تعالى، ولهذا يجب زرع حب النظافة في نفوس الأبناء والبنات، وتعليمهم كيفية تنظيف أنفسهم والأماكن التي يكونون فيها، وعدم رمي الأوساخ في الشوارع والأماكن العامة، علمًا أن الحكومات والدول تخصص في العادة ميزانيات هائلة للحفاظ على النظافة، وذلك بشراء الآليات المخصصة لإزالة القمامة، وتشغيل الكثير من عمال النظافة للحفاظ على النظافة العامة.

تحتاج الكثير من المجتمعات إلى التوعية بأهمية النظافة، ويبدأ هذا من تفعيل دور الأهل في تربية أبنائهم وتعليمهم كيف يعتنون بنظافتهم، بالإضافة إلى دور المدرسة والمعلمين في غرس حب النظافة في نفوس الطلبة والطالبات، وتعليمهم آداب النظافة وكيفية الالتزام بها، فالنظافة هي الوسلية المثلى لحياة سليمة خالية من الأمراض ومسبباتها، ويجب على كلّ شخصٍ أن يكون قدوة فيها، وأنْ يحرص على الحفاظ على نظافته وأن يبدأ بنفسه كي يتعلم منه الآخرون، لأن النظافة ليس خيارًا إنما ضرورة لا بدّ من الالتزام بها للعيش بصورة أفضل، وكلما كان الكوكب نظيفًا أكثر كانت الحياة عليه أكثر جمالًا وصحّة.