سؤال وجواب

لمحة-عن-العصر-الجاهلي


العصر الجاهلي

يُعدُّ العصر الجاهلي المُنتهي ببعثةِ النبيّ محمّد -صلى الله عليه وسلم- واحدًا من عصور التاريخ العربيّ في شبه الجزيرة العربية والذي ترك بصماتٍ واضحةٍ في الحياة الثقافية والفكرية والشعرية والسياسية في الحضارة العربية على الرغم من حالات الفُرقة والتشتت والفقر والجهل الذي أكسب ذلك العصر تلك الصفة بسبب انتشار المعتقدات الخاطئة بين الناس وابتعادهم عن ملة إبراهيم -عليه السلام- من أجل عبادة الأصنام والأوثان التي انتشرت في مكة كمركزٍ دينيٍّ هامٍّ وفي بعض مناطق وقبائل العرب آنذاك، وكل هذا انتهى ببزوغ فجر الإسلام، وهذا المقال يعطي لمحة عن العصر الجاهلي.

الحياة في العصر الجاهلي

امتازت حياة الناس في العصر الجاهلي في شبه الجزيرة العربية يامتيازاتٍ خاصّةٍ في جميع مناحي الحياة، والتي بدّل الإسلام بمجيئه الكثير منها كونها داعيةً للضلال والظلم والجهالة كما أيّد الإسلام بعضًا من جوانب تلك الحياة كونها توافقت مع مبادئ وتعاليم الإسلام السامية سواءً في الجانب الاجتماعي أم الفكري أم السياسي وغيره. [١]

الحياة الاجتماعية في العصر الجاهلي

في لمحة عن العصر الجاهلي لا بُدّ من التعريج على الحياة الاجتماعية في ذلك العصر، وتعدّ القبيلة هي المكوِّن الرئيس للمجتمع الجاهلي سواءً أكانت قبائل تقطن البادية أم الحضر كمكة ويثرب وغيرهما، وضمّت القبيلة أبناءها الأصليّين وهم الأعلى مرتبةً والمجارين أو الدخلاء الذين أتوا للقبيلة طمعًا في الأمن والحماية أو طمعًا في غرضٍ ما، ويلي المجارين العتقاء وهم العبيد المُحررين بسبب عملٍ جليلٍ، وأيضًا في القبيلة هم الهجناء -الهجين من كان أبوه عربيًّا وأمه أَمةٌ غير عربيةٍ-، ثم طبقة الموالي أي الحلفاء لعائلةٍ أو سيدٍ ما، ولكل هؤلاء حقوقٌ وعليهم واجباتٌ تجاه القبيلة وأسيادها، وفي أدنى مراتب القبيلة تأتي طبقة الأرقاء وهم الرجال والنساء الذين يتمّ أسرهم في الغارات والحروب أو شراؤهم من سوق الرقيق وهؤلاء عليهم واجبات الخدمة دون أية حقوقٍ، وحياة طبقات المجتمع القبلي قائمةٌ على احترام الأعراف والتقاليد السائدة كالكرم والنخوة والشهامة والشجاعة وصيانة العرض وغيرها من محاسن الأخلاق إلى جانب أخلاقيّاتٍ مذمومة كانت منتشرةً في الجاهلية كشرب الخمر والزنا والإشراك بالله تعالى ووأد البنات وظلم المرأة والتطيُّر وكثرة الغزوات والحروب لأتفه الأسباب كحرب البسوس وحرب داحس والغبراء. [٢]

مظاهر الحياة العقلية في العصر الجاهلي

وفي لمحة عن العصر الجاهلي لا بُدّ من الالتفات إلى الحياة العقلية في ذلك العصر والتي تمحورت في غالبيتها حول علوم اللغة العربية وآدابها؛ فقد أولى العرب في الجاهلية الشعر والنثر والخطابة أولويةً كبرى فأقاموا لها الأسواق الثقافية كسوق عكاظ والمبارزات الشعرية وظهر العديد من شعراء المُعلَّقات الخالدة إلى اليوم، وقد تطرّق هؤلاء  في أشعارهم وخطبهم إلى النقد والمدح والهجاء والحكمة والنصيحة والوعظ والغزل والفخر والوصية وضرب الأمثال، ويُعدّ علم القيافة والفراسة من العلوم التي برزت وتطورت في الجاهلية، والاسترشاد بالنجوم في الليل، والتنبؤ بأوقات نزول المطر بالاعتماد على قراءة مواقع النجوم وحركة السُّحب، والعلاج بالأعشاب المتوفرة في بيئة الصحراء كما استخدموا العسل والحجامة والكي في العلاج. [٣][٢]

الشعر في العصر الجاهلي

تعدّ أهم لمحة عن العصر الجاهلي تلك التي يتمّ التطرق فيها إلى الشعر واللغة العربية المنظومة به، فالشعر ذلك العصر من أقدم الأشعار العربية، إذ يجمعُ هذا الشعر في كلماته وأبياته عديدَ المعاني والصّور التي تتلاءم مع بيئة الصحراء والقبيلة، كما عُرف عن الشعر الجاهلي قوة التعبير وجزالة الألفاظ والاقتضاب الذوق الرفيع في الصياغة والنظم مع ما يتوافق مع عادات العرب وتقاليدهم، وقد احتلّ الشعر أيام الجاهلية مكانةً مرموقةً حتى قال فيه عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-:"كان الشعر علم قومٍ لم يكن لهم علمٌ أصح منه"، لذلك فُضِّل الشعر على الخطابة في الجاهلية، وقد دوّن شعراء تلك الحقبة كل ما مرّ بها من التاريخ والعبادات والعادات واللغة والأخلاق والقيم وتفاصيل الحياة الاجتماعية والفكرية والسياسية والدينية حتى قال عنه ابن عباس -رضي الله عنهما- ديوان العرب كونه حفظ اللغة العربية من الضياع وحفظ الأنساب والمآثر والحروب والوصايا وأخبار العباد والبلاد، وقد بدأ جمع الشعر الجاهلي بعد الإسلام على يد عددٍ من الرواة والشعراء كالأصمعي وأبو عمرو بن العلاء والمفضل بن محمد الضبي الكوفي وأبو عمرو إسحاق الشيباني وابن الأعرابي وغيرهم. [٤]

المرأة في العصر الجاهلي

وكجزءٍ من لمحة عن العصر الجاهلي لا بُدّ من التطرّق إلى مكانة المرأة ونظرة المجتمع إليها في تلك الفترة من الزمن والتي غالبًا ما تعرّضت للتعنيف والظلم والاضطهاد والتّفرقة بينها وبين الرجل على أساس الجنس والتهميش والتجاهل، وفي لمحة عن العصر الجاهلي والمرأة يتجلى وأد البنات الذي ذكره القرآن الكريم كفعلٍ شنيعٍ محرَّمٍ، وحرمان المرأة من الميراث، والإكراه على الزواج أو منعها منه بحسب هوى القائم عليها، والظِّهار، والحداد القاسي وتعذيب النفس بعد وفاة الزوج كي لا تتعرض المرأة إلى مقت القبيلة واستهجانها، فكانت تلك حالة المرأة السائدة لكن هذا الوضع السيء للمرأة لم يمنع من حالات تميُّزٍ فرديةٍ لبعض النساء في الجاهلية وبعضهنّ امتدّ بهنّ العمر واعتقن الإسلام كالخنساء وهي شاعرةٌ مخضرمةٌ ضرب بها المثل في الرثاء والصبر، وأم المؤمنين خديجة -رضي الله عنها- وكانت تعمل في التجارة قبل زواجها من الرسول -صلى الله عليه وسلم-. [٥] [١]

المراجع[+]

  1. ^ أ ب كيف كانت الحياة في " الجزيرة العربية " قبل مجيء الإسلام إليها ؟،,  "www.islamqa.info"، اطُّلع عليه بتاريخ 26-02-2019، بتصرف
  2. ^ أ ب جوانب من حياة العرب في الجاهلية،,  "www.alukah.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 26-02-2019، بتصرف
  3. علوم العرب في الجاهلية،,  "www.alukah.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 26-02-2019، بتصرف
  4. المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام،,  "shamela.ws"، اطُّلع عليه بتاريخ 26-02-2019، بتصرف
  5. مكانة وحال المرأة في الجاهلية،,  "www.islamweb.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 26-02-2019، بتصرف