قصص-وحكايات-سندباد
قصص وحكايات سندباد
تعدُّ قصص وحكايات سندباد من أشهر قصص الطفولة التي عايشتْها الأجيال وتخيّلها الأطفال، وكرّروها إلى الحدّ الذي أصبحت فيه مُلامسة للواقع، وممّا يزيدُ من شغف الأطفال بشخصية السندباد حبه للمغامرة واقتحامه للخطر، واكتشافه لكل جديد، بالإضافة إلى العلاقات الحميمة التي كوَّنها السندباد مع الأصدقاء الذي تعرف إليهم في رحلاته المختلفة، ومدى تأثير شخصية السندباد على هؤلاء الأصدقاء إيجابيًّا، ومما زاد تعلُّق الأطفال في مختلف الأجيال بقصص وحكايا السندباد تحويل العديد من هذه القصص إلى مسلسلات كرتونيّة، حيث من خلال حلقات هذه المسلسلات الكرتونيّة تجسّدت شخصية السندباد في مقاومة الظروف والأحداث التي عاشها.
ومن قصص وحكايات سندباد ما حدث معه في الجزيرة الغريبة، والتي تسمّى قصة السندباد البحريّ، حيث خرج في إحدى الرحلات التجارية مع عمّه في التجارة عبر البحر، وبعد أن قطعوا في البحر مسافة بعيدة عن الشاطئ الذي انطلقوا منه عثروا على جزيرة لم تكن في حُسبانهم، ليصلوا إلى جزيرة ليست لباقي الجزر، وبعد أن نزلوا على أرض هذه الجزيرة بدأت الجزيرة الغريبة بالتحرك، ليدرك السندباد ومن معه حينها أنّهم ليسوا على جزيرة طبيعية بل إنهم على ظهر حوت ضخم كان الجزء العلوي من جسمه فوق الماء، وتمكن السندباد بعد ذلك من النجاة من الحوت الضخم بسبب شجاعته وحسن تصرفه مع هذا الموقف الصعب.
وتعدّ أشهر قصص وحكايات سندباد على الإطلاق قصته مع ياسمينة، وهي فتاة جميلة أحبّها السندباد لكنها تحوّلت إلى طائر أسود بسبب فعل أحد المشعوذين، وكان ياسمينة قادرة على الكلام على الرّغم من تحولها من إنسان إلى طائر، ولعبت ياسمينة دورًا محوريًا في معظم قصص السندباد حيث كانت تساعده في حله وترحاله، كما كانت سببًا في نجاته من العديد من المخاطر والمصاعب التي واجهته مثل عصابات اللصوص ووحوش الصحراء والغابات والعنقاوات، كما استعان بالعديد من الأصدقاء مثل العم علاء الدين وعلي بابا، وقد بذل السندباد جهودًا جبارة من أجل إعادة ياسمينة إلى مظهرها القديم وتخليصها من شرورة الشعوذة التي ألمَّت بها وغيرت من شكلها الجميل، وفي النهاية عادت ياسمينة إلى طبيعتها وكانت فرحة السندباد بها كبيرة.
والدروس المستفادة من قصص وحكايات سندباد أنه ينبغي على الإنسان أن يجتهدَ في تحصيل الرزق، وأن بعض الأعمال التي قد يتخذها الإنسان سببًا في بحثه عن الرزق قد تنطوي على بعض المخاطر لكنه قادر على أن يعيشها ويتكيف معها ويواجه كل ما يعترضه من عقبات أو مصاعب في سبيل الوصول إلى غاياته وتحقيق أمانيه، كما يُستفاد من قصص السندباد أن الصديق الحقيقي هو الذي يشد من أزر صديقه، ويجعله أكثر قدرة على بلوغ مراده والتغلب على المشكلات، فضلًا عن أهمية أن يتمتع الإنسان بالعزيمة والإصرار من أجل الحصول على ما يريد.