فضل-الوالدين-على-الأبناء
بر الوالدين
أمَرَ الله -سبحانه وتعالى- ببر الوالدين -الأم والأب- والإحسان إليهما وطاعتهما في كتابه العزيز وفي السنة النبوية، وقرن بين الأمر بعبادته والإحسان إليهما قال تعالى: "قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ ۖ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ۖ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا"[١]؛ وعلّة هذا الأمر والاهتمام بمنزلة الوالدين عظيم فضلهما على الأبناء الذي لا يمكن حصره أو عدُّه، إذ يبذل الوالدان قصارى جهدهما في تقديم الدعم المعنوي والنفسي والمادي والاجتماعي للأبناء بقدر استطاعتهما، وهذا المقال يسلط الضوء على جانب من فضل الوالدين على الأبناء لردّ الجميل إليهما والزيادة في برهما والإحسان إليهما.
فضل الوالدين على الأبناء
عندما أمر الله -سبحانه وتعالى- في القرآن الكريم ببر الوالدين والإحسان إليْهما، وكذلك ما جاءَ في أحاديث النبيّ -صلى الله عليه وسلم- الآمرة بذات الشيء لم يكنْ ذلك عبثًا أو ضَرْبًا من الخيال بل لِعظيم فضل الوالدين على الأبناء والتي تتجلَّى في تنوع اهتمامات الوالدين بكلّ ما يخصّ ويتعلَّق بالأبناء من الناحية الماديّة والمعنويّة والتربويّة وغيرها من ضروريات الحياة، ويمكن الإشارة إلى بعض من فضل الوالدين على الأبناء في عُجالةٍ، إذ إنّ فضل الوالدين على الأبناء لا يُمكن حصره، فتقوم الأم والأب كلٌّ بواجبه تجاه الأبناء. [٢]
فمِن فضل الأم على الأبناء تحمُّل أوجاع وآلالام الحمل والولادة، والرضاعة لمدة عاميْن كحدٍّ أعلى، والاحتضان، والسهر على راحة الطفل عند مرضه، ومتابعته خطوةً بخطوةٍ في التربية والتنشئة والتعليم على أساسيات الحياة كالأكل والشرب والاعتماد على النفس في تلبية الحاجات الأساسية، ثمّ تنتقل بالطفل إلى متابعته دراسيًّا والتي تمتد من مرحلة الطفولة حتى الشباب، ومن فضل الأم على الأبناء الاحتواء المعنوي وتحمُّل التغيرات المصاحبة لمراحل المراهقة، والشعور بفرح الأبناء وحزنهم والمساعدة في حلّ مشاكلهم، وتوفير البيئة المريحة والنظيفة داخل البيت كي ينعم الأبناء بالأمن والأمان، وغير ذلك من الأفضال التي لا تنتهي للأم. [٣]
أمّا الأب فهو ركيزة البيت وأساسه وفضله على أبنائه لا يقلّ البتة عن فضل الأم إذ كثيرًا ما يساعدها في السهر على راحة الأبناء أثناء المرض أو الدراسة خلال فترات الامتحانات، ويوفِّر للأبناء المال من خلال العمل الدؤوب مهما كان شاقًّا كي ينعم الأبناء بكافة ملذّات وأساسيّات الحياة من التعليم والترفيه وتوفير المال للحاجات الأساسية للأبناء من المأكل والمشرب والملبس والمسكن إلى جانب عددٍ من مستلزماتٍ أخرى وتقديم الرعاية الصحية والنفسية، ومن فضل الأب على أبنائه أنه الحصن المنيع الذي يدفع الشر والظلم والاعتداء عنهم، ويُسهِم في تربيتهم وتنشئتهم على الأخلاق والقيم الإسلامية جنبًا إلى جنبٍ مع الأم. ولا ينتهي فضل الوالدين على الأبناء عند حدٍّ معينٍ بل يمتد إلى أبنائهم عنايةً ومحبةً وخوفًا وحرصًا. [٤]
حقوق الوالدين على الأبناء
حقوق الوالدين على الأبناء هي جزءٌ من ردِّ فضل الوالدين على الأبناء، وهذه الحقوق تمّت الإشارة إليها في القرآن الكريم وفي السنة النبوية في أكثر من موضعٍ؛ لذا اعتبر الإسلام أن أعظم حقوق الوالدين برهما في حياتهما وبعد مماتهما ويتخذ البر أشكالًا عدة: [٥][٦]
- تقديم محبة الوالدين على النفس والأبناء والزوجة/ الزوج.
- مساعدة الوالدين في حياتهما بالمال والجهد واجبٌ على الأبناء كلٌّ بقدر استطاعته.
- احترام الوالدين من خلال التعامل المهذّب معهما وتقديرهما وعدم رفع الصوت عليهما أو في حضرتهما.
- الابتعاد عن التأفف والتضجر وإظهار الإنزعاج من أقوالهما أو أفعالهما.
- الإنفاق على الوالدين وتلبية جميع رغباتهما في الحياة وبعد الممات.
- مساعدة الوالدين عند الكِبر في قضاء الحاجيات الأساسية كتناول الطعام والشراب وارتداء الملابس وقضاء الحاجة والجلوس والمشي وغيرها.
- استشارة الوالدين وطلب نصيحتهما والأخذ برأيهما.
- زيارة الوالدين والسؤال عنهما.
المراجع[+]
- ↑ {الأنعام: الآية 151}
- ↑ مواعظ مؤثرة عن بر الوالدين لابن الجوزي،, "www.alukah.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 27-02-2019، بتصرف
- ↑ فضل الأم على ولدها عظيم،, "www.islamweb.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 27-02-2019، بتصرف
- ↑ من مسؤوليات الأب (سد حاجات الأولاد الفطرية والمعاشية)،, "www.alukah.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 27-02-2019، بتصرف
- ↑ من حقوق الوالدين على أبنائهم،, "www.aliftaa.jo"، اطُّلع عليه بتاريخ 27-02-2019، بتصرف
- ↑ حقوق الوالدين (2)،, "www.alukah.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 27-02-2019، بتصرف