من-هي-مي-زيادة
الأدب النسوي
وهو أدبُ المرأة ويطلق عليه أيضًا أدب الأنثى، وتطلق هذه المصطلحات على الأدب الذي يولي اهتمامًا كبيرًا بقضية المرأة والدفاع عن حقوقها، مع المحافظة على جودة النص الإبداعيّ في هذا الأدب، ولا يشترط أن يكون الكاتب امرأة فقد يكون رجلًا، ولكن يرتبط هذا الأدب بكل ما يتناول نصرة المرأة وحقوقها وحريتها وصراعها التاريخي لنيل مساواتها مع الرجل، ومن الأديبات الشهيرات في العالم العربي في هذا المجال هي الكاتبة مي زيادة والتي تناولت قضية النساء في كثير من أعمالها، وفي هذا المقال سيدور الحديث حول من هي مي زيادة وحول كتب مي زيادة. [١]
من هي مي زيادة
في الحديث حول من هي مي زيادة لا بدَّ من سرد لمحة عن حياتها بشكل موجزٍ، ولدت الأديبة مي زيادة في مدينة الناصرة في فلسطين عام 1886م من أب لبناني وأمٍّ فلسطينية وبقيت فيها حتى درست المرحلة الابتدائية، وبعدها سافرت هي وأسرتها إلى لبنان، وأكملت دراسة الثانوية في عينطورة في لبنان، وفي عام 1907م انتقلت إلى القاهرة هي وأسرتها ودرست هناك في كلية الآداب فأتقنت أربع لغات الإنجليزية والألمانية والإيطالية والفرنسية، إلا أنَّها كانت أكثر معرفةً بالفرنسية وكتب بها شعرًا وكان من أوائل مؤلفاتها ديوان شعر باللغة الفرنسية عام 1911م، وأتقنت اللغة العربية وأجادتها ودرست في التاريخ الإسلامي والفلسفة، كان لها صالون أدبي تعقد فيه جلسة أدبية أسبوعية كل يوم ثلاثاء وضمَّ عددًا من كبار الأدباء العرب في ذلك العصر منهم: عباس العقاد، أحمد لطفي السيد، طه حسين، مصطفى صادق الرافعي، خليل مطران، أحمد شوقي وغيرهم، واستمرَّ هذا الاجتماع لأكثر من عشرين عامًا.
وكانت مي زيادة هي نجمة هذا الاجتماع المحبوبة من الجميع، ولكنَّها لم تتعلَّقْ إلا بالأديب جبران خليل جبران الذي فطر قلبها وتراسلت معه برسائل غرامية لمدة عشرين عامًا دون أن يلتقيَا ولا مرة واحدة، وبعد وفاة والدها عام 1929م ووفاة والدتها عام 1932م عانت كثيرًا، وممّا زاد من معاناتها وفاة صديقها وحبيبها جبران، فعادت إلى لبنان فأساء أقاربها معاملتها ووضعوها في مشفى أمراض عقلية، ثمَّ خرجت منه وأقامت عند أمين الريحاني، ثم عادت إلى مصر، وزارت عدّة بلدان أوروبية بغيةَ التخفيف عن نفسها لكنها لم تجد سلوى في ذلك، فاستقرّت في مصر أخيرًا مستسلمةً لأحزانها ووحدتها، توفِّيت عام 1941م في القاهرة. [٢]
كتب مي زيادة
بعد الإجابة عن سؤال: من هي مي زيادة ونبذة عن حياتها يجدرُ بالذكر أن يتمَّ التعرّف على كتبها، فقد تميَّز أسلوب مي زيادة بجمال اللغة ودقة التعابير وصدق المشاعر، فكانت تمتاز بسعة الأفق ورصانة الأسلوب، نشرت الكثير من المقالات والأبحاث في أشهر المجلات والصحف في ذلك الوقت، وصدر لها العديد من الكتب وفي الحديث عن من هي مي زيادة يجبُ ذكر بعض كتبها، وفيما يأتي بعض أهم كتب مي زيادة: [٣][٤]
- كتاب المساواة: تناولت فيه مفهوم المساواة بالمرور على كثير من مصطلحات السلطة والحكم، وتحدثت عن طبقات المجتمع والأرستقراطية، وناقشت ظاهرة العبودية والديموقراطية، وأشارت إلى الاشتراكية السلمية أو الثورية منها، وتطرقت إلى مصطلح الفوضوية في التاريخ الأوروبي، وظهر في الكتاب إيمانها بالاشتراكية واضحًا.
- كتاب غاية الحياة: يتناول هذا الكتاب مفهوم غاية الحياة الذي يدخل الجميع في صراعات الحياة من أجله على اختلاف الدوافع والمعتقدات والأفكار، فالجميع يسعى لهذه الغاية وهي: السعادة، التي عانى الناس من نقصانها ولكن شوقهم وإصرارهم ازدادا إليها، وتوجِّه مي زيادة الخطاب إلى المرأة العربية وتعيش آلامها لتصف لها دواء يعيد لها الحياة في عروقها.
- بين الجزر والمد: وجَّهت مي زيادة في هذا الكتاب العرب إلى لغتهم ليعيدوا الاهتمام بها، لأنَّ ضمان بقاء الأمم هو لغتها، فاللغة عنصر مكوِّن للثقافة ووسيلة التواصل بين الناس وبها يُحفظ مجد الأمة، والكتاب فيه عدد من الدراسات والأبحاث حول اللغة العربية والأدب والحضارة والفن.
- ظلمات وأشعة: كانت مي زيادة من الكاتبات النسويات الرائدات في هذا المجال، فقد أولت النساء جانبًا كبيرًا من حياتها وكتاباتها، وهذا الكتاب من الكتب الذي دَعا إلى الاهتمام بقضايا المرأة الشرقية، وركزت على توعيتها في المطالبة في حقوقها في الحياة والحرية والمشاركة في التقدم الاجتماعي والسياسي والحضاري.
- سوانح فتاة: كانت مي زيادة من الأصوات الجريئة والشجية في القرن العشرين، وذات فكر لامع يدعو إلى الحرية والتقدم، وفي هذا الكتاب جمعت مي زيادة مجموعة من الخواطر والآراء التي كتبتها في الناس والحياة، وفيها بعض المقالات التي كتبتها في ظروف مختلفة.