عجائب-ماء-زمزم
تعريف ماء زمزم
جعلَ الله -سبحانه وتعالى- للماء قيمة كبيرة، فهو أساس الحياة على هذا الكوكب، وهذا ما أشار إليه النصّ القرآني، قال تعالى: {وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ۖ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ} [١]، وقد خصَّ الله تعالى ماء زمزم من بين كلِّ المياه على سطح الأرض بأشياء كثيرة، فهو طيّب باركه رب السماء، بارك نبعه وبارك فيه وحوله، وجعله الماء الرئيس المسؤول عن سقاية حجاج بيته، وذكره أيضًا على لسان نبيه ذكرًا طيبًا، فكان ماء زمزم من أعظم الرحمات التي منَّ الله بها على الناس، وهذا المقال سيسلِّط الضوء على عجائب ماء زمزم إضافة إلى الحديث عن حكم الاستنجاء بماء زمزم. [٢]
عجائب ماء زمزم
يعدُّ ما زمزم معجزة إلهيّة باقية منذ ما يزيد عن خمسة آلاف سنة، فهي موجودة من عهد نبي الله إبراهيم -عليه السَّلام- وهو ماء مبارك طيَّب من الله جاء في حقّه كلام كثير في السنة النبوية الشريفة، بصرف النظر عن الفوائد والعجائب التي وجدها العلماء في هذا الماء المبارك عند تحليل عينات منه تحليلًا كيميائيًا، وقد جاء عن أبي ذرٍّ الغفاري -رضي الله عنه- إنَّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: "إنَّها مبارَكةٌ، وهي طعامُ طُعمٍ، وشِفاءُ سُقمٍ" [٣]، فمن عجائب ماء زمزم إنَّها شافية كافية، فيها ما يكفي الجسد من المكونات التي يحاجها، وفيها ما يشفي الجسد من السقم كما أوضح رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- في حديثه. [٤]
وتكمنُ عجائب ماء زمزم في تركيبة الموادّ القلويّة في هذا الماء المبارك، فقد أثبتت التحاليل الكيميائية لعينات من ماء زمزم، إنَّ ما زمزم يحوي على كميات عالية جدًّا من البوتاسيوم والكالسيوم والصوديوم والمغنزيوم والبيكربونات والكلوريد والفلوريد والنيترات والكبريتات مقارنة بالماء الطبيعي، كما أنَّ درجة الحموضة ترتفع مقارنة بدرجة حموضة الماء الطبيعي في ماء زمزم، وهذا يعتبر إعجازًا علميًا يُضاف إلى قائمة الإعجازات العلميّة في السنة النبويّة الشريفة، والله أعلم. [٥]
حكم الاستنجاء بماء زمزم
جاء في سنة رسول الله -صلَّى الله عليه وسلّم- كلام كثير فيه إظهار فضل ماء زمزم في الإسلام، فهي طعام وشفاء وهي مباركة، وهي خيرُ ماء على وجه الأرض، روى عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- إنَّ رسول الله قال: "خيرُ ماءٍ على وجهِ الأرضِ ماءُ زمزمَ فيه طعامُ الطُّعمِ وشفاءُ السُّقمِ" [٦]، وبناء على هذا فقد حكم العلماء إنَّه يجوز الشرب من ماء زمزم، ويجوز الوضوء منه أيضًا والاستنجاء ويجوز الغسل من الجنابة أيضًا، فقد ثبت في حديث أنس بن مالك ما يأتي: "في نبعِ الماءِ مِن بينِ أصابعِه، وأنَّ ذلكَ كان بقباءٍ وأنَّ الإناءَ كان ضَيقًا فلم يستطعْ إدخالَ يدَه فأدخلَ ما عدا الإبهامَ، وأنَّ عددَ الواردينَ ما بينَ السَّبعينَ إلى الثَّمانينَ" [٧]، ولا شكَّ أنَّ هذا الماء الذي نبع بين أصابع رسول الله في قباء ماء طاهر مبارك كماء زمزم، فيجوز به الاستنجاء والغسل والوضوء، ومن هنا أجاز العلماء الاستنجاء والغسل والوضوء بماء زمزم، والله تعالى أعلم. [٨]المراجع[+]
- ↑ {الأنبياء: الآية 30}
- ↑ ماء زمزم, ، "www.islamweb.net"، اطُّلِع عليه بتاريخ 05-03-2019، بتصرّف
- ↑ الراوي: أبو ذر الغفاري، المحدث: البوصيري، المصدر: إتحاف الخيرة المهرة، الجزء أو الصفحة: 3/246، حكم المحدث: سنده صحيح
- ↑ أحكام ماء زمزم, ، "www.binbaz.org.sa"، اطُّلِع عليه بتاريخ 05-03-2019، بتصرّف
- ↑ زمزم, ، "www.wikiwand.com"، اطُّلِع عليه بتاريخ 05-03-2019، بتصرّف
- ↑ الراوي: عبدالله بن عباس، المحدث: المنذري، المصدر: الترغيب والترهيب، الجزء أو الصفحة: 2/200، حكم المحدث: رواته ثقات
- ↑ الراوي: أنس بن مالك، المحدث: السيوطي، المصدر: شرح المواقف، الجزء أو الصفحة: 42، حكم المحدث: أصله في الصحيحين
- ↑ حكم الاستنجاء بماء زمزم, ، "www.islamqa.info"، اطُّلِع عليه بتاريخ 05-03-2019، بتصرّف