سؤال وجواب

حكم-التخيل-قبل-النوم


الخيال

الخيال هو صور وهميّة تتبادرُ إلى عقل الإنسان أثناءَ نومه أو في صَحْوِهِ، ويُقال إنَّ الخيال هو الهاجس الذي يمرُّ على مخيّلة الإنسان، والخيالات تَكاد لا تنفكّ من المرور على مخيلة الإنسان وذاكرته بأنواعها المختلفة، ويُقال أيضًا إنَّ الخيال هو هاجس ينمي أفكار الإنسان ووفق ما يتمنى، فقد يتخلَّل الإنسان المستقبل الذي يَحلُمُ به، والأشياء التي يتمنّى أن ينالَها في أيامه القادمة، ولا يمكن لأيّ إنسان أن يكون مجردًا من الخيال فهو ملازم لكلِّ إنسان، ويمكنُ أن يتخيّل الإنسان أشياء مُنافية لأوامر الله تعالى، وهنا يتبادر إلى أذهان الناس عن حكم تخيل ما لا يُرضي الله تعالى، وهذا المقال ستناول الحديث عن حكم التخيل قبل النوم في الإسلام[١]

حكم التخيل قبل النوم

يسأل كثير من الناس عن حكم التخيل قبل النوم في الإسلام، تخيل ما فيه معصية لله تعالى، أو ما هو منافٍ لأوامر الله، كتخيل الأشياء الجنسية أو الأشياء التي توقعه في المحظورات التي لا تُرضي الله، ويمكن القول في حكم التخيل قبل النوم إنَّ التخيلات التي يقعُ فيها الإنسان قبل النوم لا إثمَ فيها على العبد، ويستدلّ العلماء في هذا الحكم على ما رواه أبو هريرة -رضي الله عنه- إنَّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: "إنَّ اللَّهَ تَجَاوَزَ لأمَّتي ما حَدَّثَتْ به أَنْفُسَهَا، ما لَمْ يَتَكَلَّمُوا، أَوْ يَعْمَلُوا بهِ" [٢]، ولكنَّ الأولى عند الإنسان أن يقوم بدفع أي تخيلات أو هواجس تنافي شرع الله -سبحانه وتعالى- وأن يحاول قدر الإمكان أن يغرق في ملكوت الله، وأن يتخيل أسماءه وصفاته وأن يشغل نفسه بكلِّ ما فيه خير وفيه رضا الله -سبحانه وتعالى-، وأن يتفكر في آيات الله، ففيها ما فيها من الفكر التي من شأنها أن يسترسل خيال الإنسان فيها وأن تدفع عن خياله الوساوس والخيالات التي لا تُرْضي الله -عزَّ وجلَّ-. [٣]

حكم التخيلات الجنسية في الإسلام

تعدُّ التخيلات الجنسية جزءًا لا يتجزَّأ من الخيالات التي يتعرَّض إليها عقل الإنسان، وهي خيالات يستدعيها عقل الإنسان الباطن، بدافع من الغريزة الفطرية، وتكثر التخيلات الجنسية عند الشباب غير المحصنين، فالزواج يحصّن الفرد ويجعله يحقّق الاكتفاء الذاتي من خلال إشباع الشهوة الجنسية مع الشريك، أمَّا حكم التخيلات الجنسية في الإسلام، فالتخيلات الجنسية تدخل تحت ما تنص عليه الآية القرآنية في سورة البقرة: "لا يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاَّ وسْعَهَا" [٤]، فلا ضير فيها ولا إثم على الإنسان في هذه التخيلات، ولأنَّ الشريعة الإسلامية جاءت بما يوافقُ العقل المنطلِق السليم، فإنَّها لم تكلِّف الإنسان فوقَ طاقته، وقد قال الإمام النووي -رحمه الله-: "وحديث النفس إذا لم يستقر ويستمر عليه صاحبه؛ فمعفوٌّ عنه باتفاق العلماء؛ لأنه لا اختيار له في وقوعه ، ولا طريق له إلى الانفكاك عنه"، ولكنْ من الجدير بالذكر إنَّه يجب على الإنسان أن يسعى إلى الزواج للتخلِّص من هذه التخيلات وما سواها، لقول رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- في الحديث: "مَعْشَرَ الشَّبَابِ مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ البَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ" [٥]، وعليه أن يشغل نفسه بكلِّ ما يصرف عقله عن مثل هذه التخيلات، كي يبقى عقلًا وحاضرًا وخيالًا فيما يُرضي الله -سبحانه وتعالى-. [٦]

المراجع[+]

  1. خيال, ، "www.wikiwand.com"، اطُّلِع عليه بتاريخ 05-03-2019، بتصرّف
  2. الراوي: أبو هريرة، المحدث: مسلم، المصدر: صحيح مسلم، الجزء أو الصفحة: 127، حكم المحدث: صحيح
  3. حكم تخيل قصص حب قبل النوم, ، "www.islamweb.net"، اطُّلِع عليه بتاريخ 05-03-2019، بتصرّف
  4. {البقرة: الآية 286}
  5. الراوي: عبدالله بن مسعود، المحدث: البخاري، المصدر: صحيح البخاري، الجزء أو الصفحة: 5065، حكم المحدث: صحيح
  6. حكم التخيلات الجنسية, ، "www.islamqa.info"، اطُّلِع عليه بتاريخ 05-03-2019، بتصرّف