صاحب-كتاب-الأم
المذاهب الفقهية
يمكنُ تعريف المذاهب الفقهية في الإسلام على أنَّها مدارس في العقيدة والفقه تحت غطاء الدين الإسلامي الشامل، وغالبًا ما تكون الخلافات بين المذاهب الفقهية صغيرة ليست ذات تأثير كبير من الناحية السياسيّة أو الدينيّة مثل الاختلافات في العقيدة، ويأخذ معظم المسلمين من أهل السنَّة والجماعة الفقه عن المذاهب الفقهية الأربعة الشهيرة في الإسلام وهي: المذهب المالكي، المذهب الحنفي، المذهب الشافعي، المذهب الحنبلي، وفي هذا المقال سيدور الحديث حول المذهب الشافعي وكتاب الأم وحول صاحب كتاب الأم.
المذهب الشافعي
قبل الحديث عن صاحب كتاب الأم سيُشار إلى المذهب الشافعيّ بشكلٍ وجيز، يعدُّ المذهب الشافعي أحد أكبر المذاهب الأربعة الفقهيّة في الإسلام وبشكلٍ خاصّ عند أهل السنّة والجماعة وهم أكبر طائفة من الطوائف الإسلامية، وكان ظهور هذا المصطلح في البداية المبكرة لتشكُّل مدارس الفقه المختلفة عند أهل السنة والجماعة، وغالبًا ظهر هذا المصطلح في حياة الإمام الشافعي والذي ينتسب إليه المذهب الشافعي، ويعتمد المذهب الشافعي في استنتاجاته واستنباطاته على الأصول التي وضعها الشافعي، حيثُ يعدُّ الإمام الشافعي أوَّل من دوَّن كتابًا كاملًا في علم أصول الفقه من خلال أشهر كتبه وهو الرسالة، ومن أشهر العلماء في المذهب الشافعي هم تلاميذه ومن أشهرهم: المزني، القاضي حسين، البويطي. ومن بعدهم: أبو إسحاق الشيرازي، البيهقي، النووي، الغزالي، السيوطي وغيرهم. [١]
كتاب الأم
كتاب الأم عبارة عن موسوعة في الفقه الإسلاميّ للإمام الشافعي المعروف، يمثِّلُ هذا الكتاب خلاصة ما توصَّلَ إليه الإمام الشافعي من آراء وأحكام فقهيّة في مختلف المسائل بعد أن نضجت الأفكار واستقرّت في نفسه، ويمكن اعتباره بأنَّه مذهب الشافعي الجديد فقد قام الشافعي بوضعه بعد أن استقرَّ في مصر وانتهى من الترحال والسفر الدائم، وسُمي بالأم لأنَّه يمثل تلك الخلاصة عند الشافعي، ولم يقُم الشافعي بتدوينه بنفسه، إنّما كان يقرأ على طلابه وتلامذته في مصر، جمعه من بعده البويطي وهو أحد تلاميذه، ورتَّبه فيما بعد الربيع بن سليمان المرادي وهو تلميذ الشافعي أيضًا حسب منهاج أبي حنيفة في ذلك. [٢]