الشيخ-مصطفى-صبري

محتويات
فضل العلم والعلماء
يُعد العلم من النّعم التي أنعم الله -تعالى- بها على الإنسان، وقد أثنى وحث الله -تعالى- عليه في القرآن الكريم وعلى لسان نبيه ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم، بل وأمر الله -تعالى- نبيه بالاستزادة من العلم؛ فقال في كتابه العزيز: {وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا}،[١] وبه افتُتِح القرآن الكريم؛ فكان أول ما نزل منه قوله تعالى: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ}،[٢] فالعلم نورٌ ووسيلةٌ للخروج من الجهل إلى التقدم والارتقاء، ولأهمية العلم ومكانته في الدين الإسلامي أولى الله -تعالى- أهل العلم المكانة العالية والقدر العظيم، فقال في القرآن الكريم: {يرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ}،[٣] أما السنة النبوية فقد زادت على ما جاء في القرآن الكريم بأن جعلت الخير متوقِّفُا على العلم، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مَن يُرِدِ اللَّهُ به خَيْرًا يُفَقِّهْهُ في الدِّينِ،[٤] وجعل صاحب العلم بمنزلة المجاهد في سبيل الله، فضلًا عن أنّ العلم هو الطريق الموصل إلى الجنة، فكلما زاد العلم زاد الإيمان بالله،[٥] وفي هذا المقال سيتم الحديث عن أحد الجهابذة في العلم، حيث سيتم الحديث عن الشيخ مصطفى صبري رحمه الله.
الشيخ مصطفى صبري
ولد الشيخ مصطفى صبري رحمه الله في الثاني عشر من شهر ربيع الأول من عام 1286هـ في الأناضول وتحديدًا في مدينة توقاد، ولد في أسرةٍ مُحبةٍ للعلوم الشرعية، حفظ الشيخ القرآن الكريم في عمر عشر سنوات، ثمَّ بعثه والده إلى مدينة قيصرية ليتابع تعليمه، فتعلم علوم العربية، وعلوم الشريعة، وعلم المنطق وأصول الوعظ والمناظرة، انتقل بعد ذلك إلى الآستانة لإكمال تعليمه في جامع السلطان محمد الفاتح، تلقى رحمه الله علوم الشريعة، وعلوم العربية على يد الشيخين: محمد عاطف بك الاستانبولي، وأحمد عاصم أفندي، بعد نجاحه في امتحان التخرج وحصوله على الإجازة في التدريس في جامع محمد الفاتح، زوَّجه الشيخ أحمد عاصم أفندي ابنته ألفية هانم في عام1307هـ، لما وجد فيه من الصفات والمزايا التي تميزه عن تلاميذه الأخرين.[٦]
شَغَل الشيخ مصطفى صبري العديد من الوظائف منها؛ مُدَرساً في جامع الفاتح في عمر الثانية والعشرين من عمره، وإمام الدرس السلطاني الخاص، وفي عام 1317هـ، وعُين مدير القلم السلطاني الخاص، وعين مدرسًا لمادة الحديث الشريف في دار الحديث، وعضوًا في دار الحكمة الإسلامية، وعينه السلطان محمد وحيد الدين عضوًا في مجلس الأعيان العثماني.[٦]
الشيخ مصطفى صبري والكفاح السياسي
بدأ الشيخ مصطفى صبري -رحمه الله- النشاط السياسي بعد إعلان الدستور الثاني عام 1908م فقد أنتُخِب الشيخ مصطفى صبري آنذاك نائبًا في مجلس المبعوثان العثماني عن بلده توقاد، وفي هذه الفترة كان رئيسًا لتحرير مجلة بيان الحقّ، التي كانت تصدرها الجمعية العلمية، بعد ذلك انضم إلى حزب الائتلاف الذي تكوّن من الترك والأروام والعرب، وشغل نائبًا لرئيس الحزب، وعندما قَوي نفوذ الاتحاديين فرَّ من ظلمهم عام 1913م إلى مصر، ومن ثم انتقل إلى أوروبا، فأقام في بيوخارست، إلى أن أُلقي القبض عليه أثناء الحرب العالمية الأولى وبقي معتقلًا حتى انتهت الحرب بهزيمة تركيا، ثم تابع نشاطه السياسي من جديد وعُيِّن شيخًا في مجلس الشيوخ العثماني، وعندما سيطر الكماليون على العاصمة فرَّ إلى مصر عام 1923م ثم إلى الحجاز، ثم إلى مصر، ثم إلى لبنان وطبع هناك كتابه النكير على منكري النعمة من الدين والخلافة والأمة، ثم سافر إلى رومانيا، ثم إلى اليونان، ثم عاد إلى مصر بعد إخراجه من اليونان بطلب من الكماليين، وبقي هناك إلى أن توفاه الله عام 1954م.[٧]
مؤلفات الشيخ مصطفى صبري
للشيخ مصطفى صبري رحمه الله -تعالى- مجموعة من الكتب الصغيرة التي جمع فيها آرائه وفلسفته ومنهجه، كما لاقت تلك الكتب صدًا واسعًا بين أهل العلم، ومن هذه الكتب ما يأتي:[٧]
- كتاب مجددو الدين.
- كتاب قيمة الاجتهادات العلمية للمجتهدين المُحدثين في الإسلام.
- كتاب النكير على منكري النعمة من الدين والخلافة والأمة.
- كتاب موقف البشر تحت سلطان القدر.
- كتاب موقف العقل والعلم والعالم من رب العالمين وعبادة المرسلين.
المراجع[+]
- ↑ سورة طه، آية: 144.
- ↑ سورة العلق، آية: 1.
- ↑ سورة المجادلة، آية: 11.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن معاوية بن أبي سفيان، الصفحة أو الرقم: 71، حدديث صحيح.
- ↑ "فضل العلم والعلماء"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2-1-2020. بتصرّف.
- ^ أ ب "شيخ الإسلام مصطفى صبري"، www.al-waie.org، اطّلع عليه بتاريخ 2-1-2020. بتصرّف.
- ^ أ ب "شيخ الإسلام مصطفى صبري "، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 2-1-2020. بتصرّف.