سؤال وجواب

حكم-دفع-الزكاة-للجمعيات-الخيرية


ما هي الزكاة

تعدّ الزكاة فريضة من الفرائض التي كتبها الله -سبحانه وتعالى- على المسلمين، وهي أهمّ أركان الإسلام بعد الشهادتين والصلاة، وقد دلَّت نصوص كثيرة على وجوب الزكاة في الإسلام، ومن أنكر وكفر بوجودها فهو مرتد عن الدين ويستتاب، فإمَّا أن يتوب أو يُحارَب حتَّى الموت، وقد حارب أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- القبائل العربية بعد وفاة رسول الله بسبب امتناعها عن دفع الزكاة، والزكاة في الإسلام طهارة للمال والنفس، قال تعالى: "خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا.." [١]، وهذا المقال سيتناول الحديث عن حكم دفع الزكاة للجمعيات الخيرية إضافة إلى الحديث عن فضل الزكاة في الإسلام. [٢]

حكم دفع الزكاة للجمعيات الخيرية

اشتهرت في العصر الحديث بعض الجمعيات التي يرأسها مجموعة من الناس الذين يُحسب بين الناس أنَّهم على قدر من الأمانة والإخلاص في العمل، وهذه الجمعيات تهتم بأمور جمع الزكاة والصدقات من الناس وتوزيعها على من هم أهل لأخذها، وعلى كلِّ من يستحق أخذها بالتساوي دون زيادة أو نقصان وفقًا لما يرتضيه شرع الله -عزَّ وجلَّ-، وهنا يكون السؤال بين الناس عن حكم دفع الزكاة للجمعيات الخيرية التي تقوم بدورها بتوزيع هذه الزكاة على المحتاجين، ويمكن القول في حكم دفع الزكاة للجمعيات الخيرية إنَّه لا حرج ولا حُرمة في دفع الزكاة للجمعيات الخيرية في الإسلام، وهذا من باب التوكيل في نشر الزكاة وتوزيعها، فالإسلام لم يحرِّم التوكيل في نشر الزكاة لذلك فلا حرج في دفع الزكاة للجمعيات الخيرية في الإسلام، وقد قال الإمام النووي في هذا الشأن: "له أن يوكِّل في صرف الزكاة التي له تفريقها بنفسه، فإن شاء وكَّلَ في الدَّفع إلى الإمام والسَّاعي، وإن شاء في التفرقة على الأصناف وكلاهما جائز بلا خلاف". [٣]

وقد اختلف العلماء اختلافًا بسيطًا في الموكل إليه، أي الذي توكَّل إليه الزكاة لتوزيعها، فاشترط الحنابلة ومن معهم أن يكون هذا الطرف عدلًا، فإنْ خان الوكيل الذي أخذ المال لتوزيعه فلا حرج على صاحب المال، وقد برأت ذمته، والأولى أن يختار الإنسان عدلًا، فيما لم يشترط المذهب الشافعي توكيل العدل، وقد قال النووي أيضًا في هذا السياق: "قال أصحابنا: تفريقه بنفسه أفضل من التوكيل بلا خلاف؛ لأنَّه على ثقة من تفريقه بخلاف الوكيل وعلى تقدير خيانة الوكيل لا يسقط الفرض عن المالك؛ لأنَّ يدَه كيدِهِ فما لم يصلِ المالُ إلى المستحقين لا تبرأُ ذمةُ المالك"، أي إذا خان الوكيل لم تبرأ ذمة المالك، والله تعالى أعلم. [٤]

فضل الزكاة في الإسلام

الزكاة طهارة النفس والمال، وطهارة القلب والروح من كلِّ درن، وعبادة من أعظم العبادات التي كتبها الله على عباده ليفتح لهم باب التقرُّب إليه وكسب مرضاته، وهي عمود في بناء الإسلام العظيم، لا يمكن إغفاله أو إهماله، فالكمال في الدين هو الكمال في العمل وفي القول والفعل أيضًا، وقد وردت في الكتاب والسنة النبوية نصوص كثيرة تبين فضل هذه العبادة وأهميتها، ومن أبرز ما جاء: [٥]

  • قال تعالى في سورة الليل: "وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى * الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى". [٦]
  • وقال تعالى في سورة النور: "رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ". [٧]
  • وجاء في سورة التوبة قوله تعالى: "وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ". [٨]
  • وفيما روى عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: أنَّ رسول الله قال: "الإسلامُ أن تشهدَ أن لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وأنَّ محمَّدًا رسولُ اللَّهِ، وتقيمَ الصَّلاةَ، وتُؤْتيَ الزَّكاةَ، وتَصومَ رمضانَ، وتحجَّ البيتَ إنِ استطعتَ إليهِ سبيلًا". [٩]

المراجع[+]

  1. {التوبة: الآية 103}
  2. الزكاة وفوائدها, ، "www.saaid.net"، اطُّلِع عليه بتاريخ 12-03-2019، بتصرّف
  3. حكم,  إعطاء الزكاة للمؤسسات الخيرية ، وأنواع الصدقات، "www.islamqa.info"، اطُّلِع عليه بتاريخ 12-03-2019، بتصرّف
  4. توكيل الغير في إخراج الزكاة, ، "www.islamweb.net"، اطُّلِع عليه بتاريخ 12-03-2019، بتصرّف
  5. فضائل إخراج الزكاة, ، "www.alukah.net"، اطُّلِع عليه بتاريخ 12-03-2019، بتصرّف
  6. {الليل: الآية 17-18}
  7. {النور: الآية 37}
  8. {التوبة: الآية 71}
  9. الراوي: عمر بن الخطاب، المحدث: أحمد شاكر، المصدر: مسند أحمد، الجزء أو الصفحة: 1/179، حكم المحدث: إسناده صحيح