قصص-للأطفال-في-عمر-السنتين
قصص للأطفال في عمر السنتين
قراءة قصص للأطفال من الأمور الضروريّة التي يجب أن يحرصَ عليها كلٌّ من الأم والأب، بَدْءًا من عمرٍ صغيرٍ جدًا، ومن أجمل ما يُروى من قصص للأطفال في عمر السنتين قصة الأسد الغبي والأرنب الذكي، ففي قديم الزمان كان يعيش أسد قوي في الغابة، وكان الأسد ظالمًا ويعتدي على جميع حيوانات الغابة، وفي يومٍ ما اجتمعت الحيوانات معًا وقررت الذهاب إلى الأسد كي تتحدث معه في شأن الظلم الذي يُمارسه على الحيوانات، وهذا ما حصل فعلًا، وتوجهت جميع الحيوانات إلى عرين الأسد.
أخذت الحيوانات جميعها تُنادي بصوتٍ واحد: أيها الأسد الملك، أنت تقتل أعدادًا كبيرة من الحيوانات في كلّ يوم دون أيّ ضرورة أو فائدة، وقد جئنا إليك لنطلب منك أن تكفّ يدك عنا، فأجابهم الأسد في غرور: أنا بحاجة فريسة يومية كي أتغذى، فأجابته الحيوانات: يا سيدي الملك، نعدك أن نحضر لك في كل يومٍ حيوان واحد، المهم أن تكف عن مطاردتنا، وقد وافق الأسد على هذه الفكرة؛ لأن فريسته ستأتي إليه دون أن يكون مضطرًا لمطاردتها، وقد هدّد الحيوانات وقال لها: إذا لم يصلني حيوان واحد يوميًا، فسأقتل واحدًا منكم، لكن الحيوانات أوفت بوعدها مع الأسد، وأصبحت في كل يوم تقدم له حيوانًا واحدًا فقط.
في أحد الأيام وقع اختيار فريسة الأسد على أرنبٍ صغير، والأرنب الصغير خاف كثيرًا لأنه لم يكن يرغب بالموت، لكنه كان مجبرًا على الذهاب، وخلال طريقه إلى عرين الأسد رأى بئر ماء ونظر فيه، وشاهد انعكاس صورته في الماء، فخطر في باله حيلة ذكية كي ينجو بحياته، وعندما وصل الأرنب إلى عرين الأسد قال له: سيدي الأسد، أريد أن أخبرك شيئًا قبل أن تقتلني، أنا أرنب صغير ولا يمكن أن أكفيك حدّ الشبع، ولهذا جئت لك مع أربعة أرانب برية كي تُشبعك، لكن في الطريق إليك رأينا أسدًا آخر وهجم علينا وأخذ الأرانب والتهمها، وقال بأنه هو ملك الغابة وليس أنت، وفي هذه اللحظة غضب الأسد كثيرًا، وطلب من الأرنب أن يدلّه على مكان الأسد.
أخذ الأرنب الصغير الأسد إلى البئر، ودعاه أن ينظر فيه، فرأى الأسد انعكاس صورته على الماء، فظنّ أنّه الأسد الثاني، فما كان منه إلا أن قفز في البئر ومات غرقًا، فارتاحت جميع الحيوانات من الأسد الظالم بفضل ذكاء الأرنب الصغير، وفي هذه القصة حكمة كبيرة وهي أن الذكاء يغلب الغباء حتى وإن كان الأغبى أقوى؛ لأن قوة العقل أهم من قوة الجسم.