سؤال وجواب

تحصين-الأطفال-من-الحسد


تعريف الحسد

يمكنُ تعريف الحسد في الإسلام على أنَّه ما يدور في نفس الإنسان من رغبة عندما يرى نعمة من النعم عند أحد ويرغب في أن تزولَ هذه النعمة عند من رآها عنده وتصبح له، أي هو أن يتمنّى الإنسان أن يملك ما عند غيره من النعم وأن يخسر غيره هذه النعم أيضًا، وقد خلق الله الناس بطبائع مختلفة وأرزاق مختلفة وصفات مختلفة، وهذا الاختلاف لا بدَّ أن يؤدي إلى رغبة بعض الناس فيما عند غيرهم، وهذا ما يُسمَّى بالحسد في الإسلام، وفيما يأتي سيتم الحديث عن حكم الحسد إضافة إلى الحديث عن تحصين الأطفال من الحسد في الإسلام. [١]

حكم الحسد في الإسلام

قبل الدخول في الحديث عن تحصين الأطفال من الحسد، سيتمّ التفصيل في حكم الحسد في الإسلام، وقد أجمع أهل العلم على حُرمة الحسد، وعلى أنَّه لا يجوز للإنسان أن يحسد غيره ويتمنى ما عند غيره، وهذا ما أوضحه رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- في الحديث الذي رواه أبو هريرة -رضي الله عنه- إنَّ رسول الله قال: "إِيَّاكُمْ والظَنَّ؛ فإِنَّ الظَنَّ أَكذَبُ الحديثِ، ولا تَجَسَّسُوا ولا تَنافَسُوا ولا تَدابَرُوا، ولا تَحاسَدُوا، ولا تَباغَضُوا، وكونوا عِبادَ اللهِ إِخوَانا" [٢].

وفي شرح هذا الحديث جاء قول ابن عبد البر: "وكذلك قولُهُ أيضًا في هذا الحديث "لا تحاسدوا" يقتضي النَّهيَ عنِ التَّحاسُد، وعنِ الحَسَد في كلِّ شيءٍ على ظاهرِهِ وعمومِهِ"، وجدير بالذكر أيضًا إنَّه روى أبو سعيد الخدري -رضي الله عنه- إنَّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: "لا حسَدَ إلَّا في اثنتَيْنِ: رجُلٌ آتاهُ اللهُ القُرآنَ فهو يَتلوهُ آناءَ اللَّيلِ وآناءَ النَّهارِ، فيقولُ رجُلٌ: لوْ آتاني اللهُ مِثْلَما آتى فُلانًا، فعَلْتُ فيه مِثْلَما فعَل، ورجُلٌ آتاهُ اللهُ مالًا، فهو يُنفِقُهُ في حقِّهِ، فيقولُ رجُلٌ: لوْ آتاني اللهُ مِثْلَما آتى فُلانًا، فعَلْتُ فيه مِثْلَما فعَل" [٣]، وهذا الحديث يُبيح الحسد بين اثنين إذا كانا يحسدان بعضهما على القرآن الكريم، وهذا في سبيل شحذ الهمم والعمل والعبادة، والله تعالى أعلم. [٤]

تحصين الأطفال من الحسد

يمكن القول في البداية إنَّ تحصين الأطفال في الإسلام أمر مشروع ولا حرمة فيه بإجماع علما المسلمين، شريطة أن يكون هذا التحصين فيما يُرضي الله، وفيما يوافق سنة رسوله وكتابه، فقد ثبت في صحيح الإمام البخاري، في حديث ابن عباس إنَّه قال: "كانَ النبيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- يُعَوِّذُ الحَسَنَ والحُسَيْنَ، ويقولُ: إنَّ أَبَاكُما كانَ يُعَوِّذُ بهَا إسْمَاعِيلَ وإسْحَاقَ: أَعُوذُ بكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّةِ، مِن كُلِّ شيطَانٍ وهَامَّةٍ، ومِنْ كُلِّ عَيْنٍ لَامَّةٍ" [٥]، وفي هذا الحديث دليل شرعي على مشروعية تحصين الأطفال إضافة إلى دعاء من الأدعية التي يمكن أن يقولها الإنسان عند تحصين أطفاله، وهو أن يقول: "أَعُوذُ بكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّةِ، مِن كُلِّ شيطَانٍ وهَامَّةٍ، ومِنْ كُلِّ عَيْنٍ لَامَّةٍ".

وقد ثبت عن العلماء أنَّ المعوذتين وسورة الإخلاص أيضًا من الآيات التي يُستحب أن يقرأها العبد المسلم على الدوام ليحصِّن نفسه أو غيره من شر العين أو الحسد أو السر أو ما شابههم، إضافة إلى سورة الفاتحة وأواخر سورة البقرة، وقد ثبت أيضًا عن رسول الله في حديث عائشة -رضي الله عنها- إنَّها قالت: "كانَ النبيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- يُعَوِّذُ بَعْضَهُمْ، يَمْسَحُهُ بيَمِينِهِ: أذْهِبِ البَاسَ رَبَّ النَّاسِ، واشْفِ أنْتَ الشَّافِي، لا شِفَاءَ إلَّا شِفَاؤُكَ، شِفَاءً لا يُغَادِرُ سَقَمًا" [٦]، والله تعالى أعلم. [٧]

المراجع[+]

  1. الحسد, ، "www.alukah.net"، اطُّلِع عليه بتاريخ 18-03-2019، بتصرّف
  2. الراوي: أبو هريرة، المحدث: الألباني، المصدر: صحيح الأدب المفرد، الجزء أو الصفحة: 972، حكم المحدث: صحيح
  3. الراوي: أبو سعيد الخدري، المحدث: شعيب الأرناؤوط، المصدر: تخريج مشكل الآثار، الجزء أو الصفحة: 463، حكم المحدث: إسناده صحيح على شرط الشيخين
  4. العين والحسد والفرق بينهما وحكمهما ، وهل يضمن من يتعمد الإصابة بعينه, ، "www.islamqa.info"، اطُّلِع عليه بتاريخ 18-03-2019، بتصرّف
  5. الراوي: عبدالله بن عباس، المحدث: البخاري، المصدر: صحيح البخاري، الجزء أو الصفحة: 3371، حكم المحدث: صحيح
  6. الراوي: عائشة أم المؤمنين، المحدث: البخاري، المصدر: صحيح البخاري، الجزء أو الصفحة: 5750، حكم المحدث: صحيح
  7. مشروعية تحصين الصغار وتعويذهم بالتحصينات والأذكار, ، "www.islamweb.net"، اطُّلِع عليه بتاريخ 18-03-2019، بتصرّف