شرح-أندلسية-أحمد-شوقي
أحمد شوقي
شاعر مصريّ، وحامل لقب أمير الشعراء العرب، وُلد أحمد شوقي عام 1868م وهو أحد أهمّ شعراء العرب، وواحد من الشعراء العرب الذين اشتهروا بالشعر الملحمي، وقد عاش شوقي في قصر الخديوي إسماعيل، وتعلَّم في الكُتَّاب في بدايات حياته، وسافر إلى فرنسا ونُفي إلى إسبانيا وعاش حياة هانئة بعض الشيء، ويعدّ شوقي أحد أبرز رواد مدرسة البعث والإحياء الشعرية، وقد اشتهرت له مدائحه النبوية للرسول -صلَّى الله عليه وسلَّم- وتوفِّي سنة 1932م، وهذا المقال سيتناول شرح أندلسية أحمد شوقي إضافة غلى المرور على أبرز أشعار أحمد شوقي. [١]
شرح أندلسية أحمد شوقي
بعد أخذ نبذة عن الشاعر أحمد شوقي، سيتناول هذا المقال شرح أندلسية أحمد شوقي وقبل الدخول في شرح أندلسية أحمد شوقي جدير بالقول إنَّ هذه القصيدة كتبها الشاعر على البحر البسيط، وهي قصيدة طويلة تزيد على أربعين بيتًا، ويقول شوقي فيها: [٢]
يا نائح الطلح أشباهٌ عوادِينا نشجى لواديك أم نأسى لوادينا؟
ماذا تقصُّ علينا غيرَ أنَّ يدًا قصَّتْ جناحَكَ، جالتْ فِي حواشينا
رمى بنا البَين أيكًا غيرَ سامرِنا أخَا الغريبِ، وظلًّا غيرَ نادِينا
في شرح أندلسية أحمد شوقي يبدأ الشاعر شوقي قصيدته بأسلوب نداء للحمام، حمام الأندلس الذي كان يشجي الشاعر والملك الأندلسي المعتمد بن عباد، ويربط علاقة حزن وطيدة بينه وبين الحمام النائح، فكلاهما يحزن على الآخر.
ماذا تقصُّ علينا أيها النائح، إنَّ اليد التي قصَّت جناحيك وحرمتك من التحليق، هي اليد التي غرست سكينًا في خاصرتنا وجالت في أكبادنا. ولقد رمى بنا الفراق، وألقت بنا الغربة في ديار غير ديارنا، وفي بلاد لا نرى فيها إلَّا الغرباء، وفي مكان لا يشبهنا أبدًا.
كلٌّ رمَتْه النَّوى رِيشَ الفراقُ لنا سَهْمًا، وسلّ عليكَ البينُ سِكِّينا
إذا دعَا الشَّوق لم نَبرحْ بمنصدعٍ مِنَ الجَناحينِ عيٌّ لا يلبِّينَا
فإنْ يكُ الجِنسُ يابنَ الطَّلحَ فرقنا إنَّ المصائبَ يجمعْنَ المُصابينَا
وكلُّ ما حولنا رمت به الأحزان إلى الفراق والأسى، فكان البين رجلًا يستل علينا الوجع ويحاول طعننا بكلُّ ما أوتي من قوة، فإذا هبَّت نسائم الشوق تصدعت قلوبنًا حزنًا وكمدًا، فأجنحتنا لا تقوى على حملنا إلى ديارنا، فنحنا هنا غرباء مجبرون على الغربة. ثمَّ يخاطب أحمد شوقي الحمام النائح مرة أخرى، ويقول له: إذا كان الجنس أيها الحمام قد فرَّق بيننا، فالمصائب والنوائب واحدة بيننا، تجمعنا وتوحدنا أيضًا.
آهًا لنَا نازحِي أيكٍ بأندلسٍ وإنْ حللنَا رفيـفًا من روابينا
رسمٌ وقفنا على رسمِ الوفاء لهُ نجيش بالدمعِ، والإجلال يثنينا
لفتيةٍ لا تنَالُ الأرضُ أدمعهم ولا مفارقهم إلا مصلِّينَا
يظهر شوقي شدة وجعه وآهاته على أحواله، ويقول: إنَّنا غرباء وموجعون وإنَّ حللنا في أراضٍ خصبة ومليئة بالغابات والعشب. ثم يقول إنَّنا نتذكر ماضي أجدادنا العظماء، فنقف على من بقي من ديارهم، وهنا يقصد ما رآه الشاعر من بقايا العرب في الأندلس، فتهمُّ العيون بالبكاء ولكن الكبرياء الذي يمنحه هذا التاريخ العظيم يثني الدموع عن الهطول ويمنع البكاء، فنحن أناس لا تشرب الأرض دموعنا إلَّا إذا بكينا من خشية الأرض وفي طاعته سبحانه.
أشعار أحمد شوقي
بعد شرح أندلسية أحمد شوقي لا بدَّ من المرور على بعض ما جاء من شعر هذا الشاعر، حتَّى تظهر ملامح تجربة هذا الشاعر الكبير الذي حمل لقب إمارة الشعر في عصره، وهو الشاعر العربي الوحيد الذي حمل هذا اللقب في تاريخ الأدب العربي، ومن أبرز قصائد أحمد شوقي ما يلي:
- يقول الشاعر أحمد شوقي في إحدى قصائده: [٣]
قُـمْ للمعلّمِ وَفِّـهِ التبجيـلا كـادَ المعلّمُ أن يكونَ رسولا
أعلمتَ أشرفَ أو أجلَّ من الذي يبني ويُنشِئُ أنفـسًا وعقولا
سبحانكَ اللهمَّ خـيرَ معـلّمٍ علَّمتَ بالقلمِ القـرونَ الأولى
أخرجتَ هذا العقلَ من ظلماتهِ وهديتَهُ النورَ المبينَ سبيلا
- ويقول شوقي أيضًا: [٤]
حُسامُك من سقراطَ في الخطب أَخْطَبُ وعودك من عود المنابر أصلبُ
ملكتَ سَبِيلَيْهِمْ ففي الشرق مَضْرِبٌ لجيشكَ ممدودٌ، وفي الغرب مضربُ
وعزمُك من هومير أمضى بديهةً وأجلى بيانًا في القلوبِ، وأعذبُ
وإن يذكروا إسكندرًا وفتوحهُ فعهدُك بالفتح المحجَّل أَقربُ
- ويقول في مديح رسول الله -عليه الصَّلاة والسَّلام-: [٥]
وُلِدَ الهُدى فَـالكائِناتُ ضِياءُ وَفَمُ الزَمانِ تَـبَـسُّمٌ وَثَناءُ
الروحُ وَالمَلأُ الـمَلائِكُ حَولَهُ لِلدينِ وَالدُنيا بِهِ بُشَراءُ
وَالعَرشُ يَزهو وَالحَظيرَةُ تَزدَهي وَالـمُنتَهى وَالسِدرَةُ العَصماءُالمراجع[+]
- ↑ أحمد شوقي, ، "www.wikiwand.com"، اطُّلِع عليه بتاريخ 21-03-2019، بتصرّف
- ↑ أندلسية, ، "www.adab.com"، اطُّلِع عليه بتاريخ 21-03-2019، بتصرّف
- ↑ قُـمْ للمعلّمِ وَفِّـهِ التبجيـلا, ، "www.aldiwan.net"، اطُّلِع عليه بتاريخ 21-03-2019، بتصرّف
- ↑ ، "www.adab.com"، اطُّلِع عليه بتاريخ 21-03-2019، بتصرّف
- ↑ وُلِدَ الهُدى فَـالكائِناتُ ضِياءُ, ، "www.aldiwan.net"، اطُّلِع عليه بتاريخ 21-03-2019، بتصرّف