سؤال وجواب

تعبير عن الأب


تعبير عن الأب

كتابة تعبير عن الأب تعدّ من أنواعِ الكتابة التي تُهيّج المشاعرَ وتجعل القلبَ ينبض بقوّة ويشعر بالامتنانِ لهذا الشخص العظيم الذي يُقدّم كلّ ما لديه لأبنائه كي يعيشوا حياةً هادئة مطمئنة قَدْرَ الإمكان، فالأب هو الجبلُ العظيم الذي يُسنِدُ مسيرة حياة العائلة بأكملها، وهو الخيمة التي تضمّ الأمّ والأبناء والبنات ليعيشوا تحت كنفِها ولتَحميهم من هموم الحياة وتقلّباتها، لهذا فإن كتابة تعبير عن الأب من الأمور التي تَعجزُ عنها الحروف والكلمات، فلا يوجد كلمات تُوفي الأبَ حقّه مهما كانت معبّرة، ولهذا يقولون دومًا إنّ أبًا واحدًا خيرٌ من ألفِ معلّم؛ لأنّ عطاء الأب نابعٌ من فطرته تجاه أبنائه، فيتصرّف معهم بعفويّة مطلقة وعطاءٍ لا محدود.

كتابة تعبير عن الأب تتطلّب الإنصافَ في الوصف؛ فالأبُ شجرة مثمرة لا يهمّها تقلّبات الطقس ولا الرياح، ولا تأبَهُ بتكسير أغصانها، المهمّ أن يبقى يُعطي أشهى الثمار رغمَ كلّ الصعاب التي تواجهُه في حلّه وتَرحالِه، خصوصًا في هذا الوقت الذي يمتلئ بالتحديّات والصعوبات، فلا أحد يعرف هموم الحياة الكثيرة التي تُحيطُ بالأب، ولا أحد يشعر بكمّ التعب الكبير الذي يشعر به في كلّ لحظة لأجل تأمين لقمة عيشٍ كريمة لعائلته، فالأب مسكونٌ بتحولاتٍ كثيرة في قلبه وعقله، إذ يحملُ في قلبه حبَّه الصافي لأبنائه وبناته، ويحمل في عقله خوفَه عليهم وتفكيره الدائم بمستقبلهم، لذلك فإنّ الله تعالى أمرَ ببرِّ الوالدين، وجعل رضاه مقرونًا برضا الأب والأمّ، ولا يجوز بأيّ حالٍ من الأحوال إغضابُ الأب أو عقوقه أو التقليل من شأنه، بل يجب أن تكونَ كلمته مسموعة، وأن يكون رضاه أولويّة لا يمكنُ التنازلُ عنها أبدًا.

كتابة تعبير عن الأب تُشبه الكتابة عن الحبّ والحياة والسعادة والأمل، فالأب عالمٌ من السعادة والسّرور، وهو العطر الذي يفوح على الأيّام فيملأها بالطاقة الإيجابيّة، ويجعل الحياة أكثر احتمالًا، ووجوده يُعطي شعورًا بالامتنان للأشياء الجميلة كلّها، ولهذا لا يَعرفُ قيمة الأب الحقيقية إلا من عاش فَقْدَه، أو عاش بعيدًا عن أبيه، أو اضطرّته الأيام إلى أن يغترب عن أبيه، كما لن يعرف الشخص قيمة أبيه ويقدّرها تمامًا إلا عندما يُصبح أبًا فيشعر بكلّ كلمة كان يقولها الأب، فالأب روحٌ إضافية تحمي الأبناء، ومجرّد وجوده يُعطي الشعور بالأمان، ولهذا فإن له قُدسيّةً خاصّةً في نفوس الأبناء، يجعلهم يُعظّمون وجودَه ويجدون لهذا الوجود هيبة لا مثيل لها، ولا تنام عيون الأب إلا بعد أن تنامَ العيونُ قاطبةً، ويظلّ الأب ساهرًا يُفكّر في الكبير والصغير قبل أن يفكّر بنفسِه.