بحث عن غزوة السويق
غزوات النبي -صلى الله عليه وسلم-
حفلت السيرة النبوية بعديد من المواقف والأحداث والأخبار والأنباء التي نُقِلت عن النبي -عليه الصلاة والسلام- ولعلّ الجزء الحربي أحد أبرز أوجه تلك السيرة النبوية الخالدة، إذ بدأ العمل الحربي للمسلمين منذ هجرة النبي -صلى الله عليه وسلم- من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة متخذًّا أوجهً عدة بحسب المرحلة ومقتضى الحال مما نتج عنه ما عُرف في التاريخ الإسلامي باسم الغزوة بقيادة النبي الكريم، والهدف منها ردّ العدوان أو الثأر لقتلى المسلمين أو توجيه رسائل مفادها تعاظم قوة المسلمين الحربية، وتعتبر غزوة السويق واحدةٌ من غزوات النبي -عليه الصلاة والسلام- والتي أتت اُكُلها.
بحث عن غزوة السويق
تعتبر غزوة السويق من غزوات المطاردة التي وقعت بين المسلمين من ناحية بقيادة النبي -عليه الصلاة والسلام- وبين قريشٍ من ناحيةٍ أخرى بقيادة أبي سفيان -رضي الله عنه وكان على الشرك آنذاك-، ووقعت أحداث غزوة السويق في شهر ذي الحجة من السنة الثانية للهجرة أي في أعقاب غزوة بدرٍ حيث مُنيت قريش بأكبر هزيمةٍ لها على يد المسلمين الأقل في العدد والعتاد، بل وتعتبر هزيمة قريش في غزوة الفرقان السبب الرئيس وراء غزوة السويق إذ نَذَر زعيمها أبو سفيان بعد عودة جيش قريشٍ إلى مكة مهزومًا ألا يلمس الماء رأسه من جنابةٍ حتى يشنّ هجومًا على المدينة المنورة ويثأر لهزيمة قريشٍ وقتلاها من الأسياد والجند.[١]
خرج أبو سفيان بن حرب إلى المسلمين بجيشٍ قوامه مائتي مقاتلٍ كي يبرَّ بيمينه الذي قطعه على نفسه بالثأر لهزيمة قريشٍ في بدرٍ، وعندما وصل إلى تخوم المدينة المنورة آثر لقاء زعيم يهود كعب بن مالك -رضي الله عنه- على أبي سفيان بن حرب الذي نظم عدة أبياتٍ يُضمنها قسمه بألا يلمس النساء أو الماء حتى يغزو محمدًا -عليه الصلاة والسلام- كما أهاب بقريشٍ غلى الثأر لقتلى بدرٍ على اعتبار أنّ نصر المسلمين أمرٌ عابرٌ، فكانت أبيات كعبٍ ردًّا مليئًا بالثقة بالنصر المبين وفشل مسعى أبي سفيان في إلحاق الهزيمة بالمسلمين، ومن الأهداف التي حققتها غزوة السويق المؤن والطعام الذي ألقاه مقاتلي قريشٍ للتخفيف الحِمل عليهم كي يكون فرارهم أسرع وأسهل، فعاد المسلمون بتلك المؤن غنيمةً لهم، وبهذا النصر المعنوي العظيم اختُتمت السنة الثانية من الهجرة النبوية وفي ذات الشهر توفي عثمان بن مظعون -رضي الله عنه- ليكون بذلك أول المهاجرين وفاةً في المدينة المنورة وأول من دُفن في البقيع إذ وقف النبي -صلى الله عليه وسلم- على دفنه ووضع حجرًا عند رأسه كي يُميز قبره وهذه من سنن الدَّفن في الشريعة الإسلامية.[١]
المراجع[+]
- ^ أ ب "كتاب: الكامل في التاريخ (نسخة منقحة)/غزوة السويق"، al-eman.com، اطّلع عليه بتاريخ 09- 05- 2019. بتصرّف.
- ^ أ ب "السيرة النبوية لابن هشام/غزوة السويق"، islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 09- 05- 2019. بتصرّف.
- ↑ "سلسلة غزوات النبي صلى الله عليه وسلم"، saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 09- 05- 2019. بتصرّف.