خصائص المدرسة الواقعية
المدرسة الواقعية
يمكنُ تعريف المدرسة الواقعيّة على أنّها المذهب الأدبيّ الذي يسلِّمُ للواقع بما فيه بعيدًا عن الخيال، ويحاول أن يقيسَ مصداقيّة الكلام بمدى مطابقتِه للواقع، وهي بهذا المفهوم تُعارض المدرسة المثاليّة، كما ترفضُ الواقعية ربطَ وجود الإنسان مع وجود الطبيعة والأشياء مِن حوله، ويؤمنُ أصحاب هذا المذهب بأنَّ العالم له وجودٌ مستقلٌ عن الإنسان بمختلفِ أحواله، وفي هذا المقال سيتمّ الحديث حول خصائص المدرسة الواقعية وأعلامها. [١]
أعلام المدرسة الواقعية
قبل الحديث عن خصائص المدرسة الواقعية لا بدَّ من الإشارة إلى بعض أعلام هذه المدرسة التي أظهرت نشأتُها ارتباطًا وثيقًا بالفلسفات التجريبيّة والماديّة والوضعيّة التي انتشرت في النصف الأول من القرن التاسع عشر، وقد انقسمت الواقعية إلى ثلاثة أقسام، وسار كلٌّ منها في اتجاه معيّن رغم تقاربها، وهي: الواقعيّة النقديّة والواقعيّة الطبيعيّة والواقعيّة الاشتراكيّة، وسيتمُّ ذكر أعلام الواقعية في كل اتِّجاه فيما يأتي: [٢]
- أعلام الواقعية النقدية: برزَ كثير من الأدباء في الواقعية النقدية، ومن أهمِّ أعلامِها: الأديب الإنجليزي تشارلز ديكنز صاحب رواية قصة مدينتين، الفرنسيّ أنوريه دي بلزاك، الأديب الروسيّ ليو تولستوي صاحب رواية الحرب والسلام الشهيرة، فيودور دوستويفسكي صاحب رواية الجريمة والعقاب، الأمريكيّ آرنست هيمنغواي وغيرهم.
- أعلام الواقعية الطبيعية: من أهمّ أعلامها الفرنسي إميل زولا صاحب قصة الحيوان البشري والفرنسي غوستاف فلوبير صاحب الرواية الشهيرة مدام بوفاري وغيرهم.
- أعلام الواقعية الاشتراكية: من أهمّ أعلام هذا الاتجاه في الواقعيّة: الروسي الشهير مكسيم غوركي مؤلف رواية الأم، شاعر الثورة الشيوعية الروسية فلاديمير ماياكو فسكي، الشاعر الإسباني لوركا، الشاعر التشيلي بابلو نيرودا والكاتب الفرنسي جورج لوكاش.
خصائص المدرسة الواقعية
رغم انقسام المدرسة الواقعية إلى ثلاثة اتجاهات، إلا أنَّ الواقعية النقديّة تعدُّ المدرسة الأم لبقيَّة المدارس الواقعيّة الأخرى، وهي التي انتشرت في أوروبّا عامّةً وفي فرنسا تحديدًا، لذلك يمكن إجمال خصائص المدرسة الواقعية بمختلف اتِّجاهاتها فيما يأتي: [٣]
- تُعطي اهتمامًا كبيرًا لوصفِ التفاصيل مهما كانت، مثل وصف الأصوات والحركات والألوان والأشكال.
- تنطلق هذه المدرسة من الواقع في الطبيعة كما هو، ومن واقع المجتمع الذي يعيشه الإنسان، وتصوّر الصراعاتِ القائمةَ مع ذلك الواقع تصويرًا واقعيًّا بَحْتًا.
- تركّز هذه المدرسة على جوانب المجتمعات الإنسانيّة السلبيّة مثل: الجريمة، الفقر، الجهل، الظلم، في محاولة مِن أصحابها لعلاجِ مثل هذه الظواهر التي يعاني منها البشر.
- يعتمدُ أصحاب الواقعيّة الناقدة على تحليل النص الأدبي وعرضه بكلِّ موضوعيّة، بعيدًا عن أفكار الكاتب وآرائه وتوجُّهاته ومعتقداته.
- تبحث في الأسباب الكامنة وراء الظواهر في النصّ، وتقوم بتأمّلها وتحليلها.
- تعمل على إثارة العقول وتقوية الشخصية والإرادة لدى القرّاء؛ وذلك من أجل دفع القرّاء لمشاركة الكاتب في عمليّة البحث والتحليل، وإيجاد الحلول المناسبة لما يُطرَح من مشاكل.
- التوفيق بين النص الأدبيّ وتَطوّر العلم، والاستفادة من العلم المتعلِّق بالطبيعة في مادّة الأدب.
- الكتابة بموضوعيّة دون تجميل أو تحسين للواقع إلى أبعدِ حدّ.
المراجع[+]
- ↑ "واقعية"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 5-5-2019. بتصرّف.
- ↑ "الواقعية"، saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 5-5-2019. بتصرّف.
- ↑ "خصائص المذهب الواقعي (2)"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 5-5-2019. بتصرّف.