تعبير عن كيفية استثمار الوقت
تعبير عن كيفية استثمار الوقت
كيفية استثمار الوقت من الأمور المهمّة التي يجبُ معرفتها وتطبيقها بالشكل الصحيح؛ لأنّ خسارة الوقت لا يمكن تعويضها، فالدقائق واللحظات كلها محسوبة من عمر الإنسان، وسيحاسبه الله -تعالى- عليها، حين يُسأل كلّ إنسان عن عمره فيما أفناه، لذلك يجب أن يُحسِن الإنسان تنظيم وقته بشكلٍ مناسب وصحيح، ومعرفة كيفية استثمار الوقت خصوصًا وقت الفراغ، إذ إنّ بإمكان الإنسان أن يحقّق الكثير من الأهداف والطموحات بمجرّد أنّه استثمر وقته بعمل أشياء مفيدة، وقد تكون هذه الأشياء فاتحة خيرٍ عى البشرية جمعاء، لذلك يجب عدم الاستهانة بالوقت الضائع مهما كان قليلًا.
من أهمّ صفات الإنسان الناجح أنّه منظّم، والتنظيم الحقيقيّ يبدأ من تنظيم الوقت بحيث لا يطغى أيّ نشاط في حياة الإنسان على آخر، ويجعل وقتًا ملائمًا لعملِه ووقتًا لراحته ووقتًا لممارسة هواياته ووقتًا للأهل والعلاقات الاجتماعيّة، وكلّما أحسن الشخص استثمار وقته كان العائد من هذا الاستثمار أفضلَ وأحسن، خصوصًا في هذا الزمن الذي أضْحَت الأحداث فيه متسارعة، فلا يستطيع الشخص أن يُواكب التطوّر والتقدّم إلا إذا كان سريع الإنجاز في وقتٍ قصير، والبداية الحقيقيّة لاستثمار الوقت تبدأ من الاستيقاظ باكرًا، ووضع جدول يوميّ ومخطط للأهداف الواجب إنجازُها وتقسيم الوقت عليها، كما يجب الابتعاد عن الكسل والفتور، والتحلّي بالهمّة والإرادة العالية والنشاط.
يجهل الكثير من الناس كيفية استثمار الوقت، لذلك يضيع الكثير من وقتِهم بلا فائدة، وتتراكم عليهم الواجبات ولا يستطيعون إنجازها في الوقت المحدّد، لذلك يجب ألّا يستهين الشخص في مسألة تنظيم جدول أعماله ووقته، وأن يضع في باله هدفًا لإنجاز أكبر كميّة ممكنة من الواجبات في وقتٍ قصير، كما يجب احترام المواعيد وعدم التهاون فيها أبدًا؛ لأنّ التأخّر عن المواعيد يعدّ تعديًا صارخًا على وقت الآخرين، وهذا بحدّ ذاته يُعبّر عن شخصية فوضويّة وغير مبالية، ممّا يُفقد الشخص مصداقيّته وثقة الآخرين به.
يجب على الأهل والمربّين غرسُ صفة النظام في أبنائهم، وتعليمهم كيفية استثمار الوقت واحترامه، وتعليمهم طريقة تنظيم وقتهم دون أن يُبالغوا في الاهتمام بجانبٍ آخر دون غيره؛ لأنّ الأبناء الذين يعيشون في جوٍّ من النظام واحترام الوقت، يكبرون على هذه الصفة وينعكس هذا الأثر على المجتمع بشكلٍ عامّ، فيصبح احترام الوقت عادة لا يمكن التخلّي عنها أبدًا، وهذا بحدّ ذاته إنجازٌ رائع يدفع إلى التطوّر والتقدم؛ لأنّ احترام الوقت هو سمة المجتمعات الراقية التي تستثمر وقتها على أكمل وجه.