مدرسة المهجر في الأدب العربي
المدارس الأدبية
هي مجموعةُ مبادئ فكريَّة وأخلاقيَّة وجماليَّة، تُشكِّلُ مجتمعةً عند أحدِ الشعوب أو مجموعة من الشعوب في فترة من الزمن مذهبًا يتصف نتاجه الأدبيّ والفنيّ بسماتٍ فنيّة واضحة تميّزه عن غيره من المذاهب التي ستكون بعدَه في سياق تطوّر المذاهب الأدبيَّة، كما يتضمن كلّ أنواع الإبداع الفني من أدب ورسم وزخرفة، فهذا الإبداع هو نتاج فلسفيّ يوضّح طرائق التعبير الفنيّة لكلِّ شعب أو جماعة، إذًا هي لا تختصّ بفرد معيّن، بل يشمل عددًا كبيرًا من المبدعين الذين يجمعهم ذوقٌ فنيٌّ واحد وأفكارٌ متشابهة؛ وذلك بسبب تأثّرهم بمناخ بيئيٍّ عامّ، وهي لا تتشكل فجأةً من تقليد من قبلها، كما أنَّها لا تنتهي لمجرّدِ ظهور جبران خليل جبران وميخائيل نعيمة، وقد اتّسم شعرُ شعرائها بكثرة التأمّل في الحياة وفي أعماق النفس البشرية، وقد كان واضحًا في شعرِهم نزعتهم الإنسانيَّة وقيمهم التي غرستها في نفوسهم معاناتُهم في الغربة، وأهمّها التعلّق بالوطن. [٢]
أمّا العصبة الأندلسيَّة فمن مؤسّسيها الشاعرُ ميشيل معروف مع العديد من شعراء المهجر المميّزين، وقد سُمّيت بهذا الاسم لتأثّر أصحابها بالأسلوب الأندلسيّ بشكل خاصّ بالموشحات، وقد تميَّز شعراء المهجر في هذه العصبة أنَّهم وقفوا على حدود المحافظة على اللغة العربية، وتأثّر شعرُهم بالنزعة الصوفيّة الزُّهديّة، وكان هدفُهم منها إعداد الأمجاد للشعر العربي ومن أعضائها البارزين: شكر الله الجر، رشيد الخوري، نظير زيتون، جورج معلوف، إلياس فرحات. [٣]
شعراء مدرسة المهجر
عَرفت مدرسة المهجر في الأدب العربيّ الكثير من الأدباء الذين أثَّروا بشكلٍ واضحٍ في الأدب، وقد كتَبوا في الشعر والرواية والقصة، ومن أكثر الأدباء البارزين أدباء الرابطة القلميّة وأدباء العصبة الأندلسيّة، وفيما يأتي تعريف بأهمّ هؤلاء الأدباء الذين فرَضوا أنفسهم في ساحةِ الأدب المهجريّ وبرَزوا أكثرَ من غيرهم:
- جبران خليل جبران: هو شاعر وفنّان لُبنانيّ ولد في عام 1883م وتوفّي عام 1931م، هاجر إلى أمريكا مع أمّه وأخوته عندما كان صغيرًا، ودرس الفنّ والأدب، وهو من أبرز أدباء مدرسة المهجر في الأدب العربيّ وأحدُ أعضاء الرابطة القلميَّة، اشتُهِرَ عند الغرب بكتاب النبيّ، كان لأسلوب كتابته اتجاهان أحدُهما الثورة على الدّين والعقائد، والثاني باتّباع الميولِ والتركيز على الاستمتاع بالحياة. [٤]
- ميخائيل نعيمة: واحدٌ من أهمّ الأدباء والمفكّرين العرب الذي أسهمَ في النهضة الثقافيّة والفكريّة، وهو شاعر ومسرحيَّّ وقاصّ وله فلسفتُه الخاصّة في الحياة والنفس الإنسانيّة، وُلد في لبنان عام 1889م، وهو من أعضاء الرابطة القلميّة التي أسَّسها أدباء مدرسة المهجر، وله الكثيرُ من المؤلّفات التي أصبحتْ بعضُها مَراجعَ معتمدة للأدب في لبنان. [٥]
- فوزي معروف: من أهمِّ شعراء لبنان، وُلد عام 1899م وتوفّي قفي عام 1930م، وهو من مؤسّسي العصبة الأندلسيّة التي ضمّت عددًا كبيرًا من شعراء المهجر، كانت نفسُه مغرمةًّ بالشرقِ وبروح الشرق البعيدِ عن المادّة، كما هو في الغرب الذي لا يعرفُ سوى المادة والعمل، ولكنّ شعرَه كان قريبًا من التشاؤم ينمُّ عن كآبةٍ شديدة، ومن أهمّ مؤلفاتِه الشعريَّة سقوط غرناطة وملحمة على بساط الريح. [٦]
- إلياس فرحات: هو من شعراء المهجر اللبنانيّين، ولد عام 1893م وتوفّي في عام 1976م، وهو أحدُ مؤسّسي العصبة الأندلسيّة التي أسَّسها أدباءُ المهجر، وقد تأثَّر بالطبيعة وكان له دواوينُ تحملُ أسماءَ الفصول الأربعة، وهي: "الربيع"، "الصيف"، "الخريف"، "مطلع الشتاء"، وله أيضًا ديوان شعر غزليّ بعنوان "فواكه رجعيّة" .[٧]
المراجع[+]
- ↑ "المذاهب الأدبية في الغرب (مقدّمة)"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 16-05-2019. بتصرّف.
- ↑ "الرابطة القلمية"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 16-05-2019. بتصرّف.
- ↑ "العصبة الأندلسية"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 16-05-2019. بتصرّف.
- ↑ "جبران خليل جبران"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 16-05-2019. بتصرّف.
- ↑ "ميخائيل نعيمة"، www.abjjad.com، اطّلع عليه بتاريخ 16-05-2019. بتصرّف.
- ↑ "فوزي المعلوف"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 16-05-2019. بتصرّف.
- ↑ "إلياس فرحات"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 16-05-2019. بتصرّف.