بحث عن سيف الدين قطز
المماليك
المماليك هم مجموعة وسلالة من الجنود الذين ترجع أصولهم إلى آسيا الصغرى، جاء الماليك عبيدًا إلى مصر والشام والعراق في بداية الألفية الثانية، واستقروا في الشرق وفي أجزاء من شبه الجزيرة العربية، ثمَّ تسلطنوا وأسسوا دول عظيمة في مصر والشام واتخذوا من القاهرة في مصر عاصمة لهم، وقد اشتهر من سلاطين المماليك عز الدين أيبك وسيف الدين قطز والظاهر بيبرس والمنصور قلاوون والناصر صلاح الدين خليل، قاد كثير من هؤلاء معارك شرسة ضد المغول الذين انتشروا كالجراد في الشرق في تلك الفترة، وفيما يأتي بحث عن سيف الدين قطز أحد أعظم سلاطين المماليك.[١]
بحث عن سيف الدين قطز
هو محمود بن ممدود أمير من خوارزم، وُلد محمود في مملكة خوارزم شاه في بلاد فارس، ولم تُعرف السنة التي وُلد فيها بالتحديد، وإنَّما بدأ ذكر سيرته في التاريخ منذ عام 628هـ أي ما يوافق عام 1231م، وهو الوقت الذي اختُطف فيه محمود بن ممدود من قبل المغول وتم حمله كغيره من الأطفال إلى دمشق عبدًا مذلولًا، وعاش محمود حياة الأمراء فتدرَّب على القتال، ثمَّ وبعد أن هُزمت خوارزم من المغول تم ترحيله إلى دمشق وبيعَ لثريٍّ من أثرياء دمشق، فربَّاه سيده الدمشقي وعلَّمه اللغة العربية وساهم في تحفيظه علوم الحديث والقرآن الكريم، وعندما مات سيده أصبح قطز مملوكًا لابن سيده، ثمَّ تم بيعه لثري آخر من أثرياء الشام وفي حياته الجديدة مع سيده الجديد بدأ قطز يدخل الحياة السياسية والحروب ضد الصليبيين، وبعد أن تهادن ملك الشام مع الصليبيين انضم قطز إلى جيش الملك الصالح نجم الدين أيوب وحارب معهم جيش الصالح إسماعيل ملك الشام وحلفاءه الصليبيين، ثمَّ طلب قطز من سيده أن يبيعه للملك الصالح نجم الدين أيوب حتَّى ينضم تحت لواء جيشه فباعه سيده، ثمَّ وبعد بيعه إلى الملك الصالح نجم الدين أيوب عهد نجم الدين قطز إلى الأمير عز الدين أيبك، وهناك بدأت حياة قطز التي تشبه حياة المماليك كثيرًا، فقد تعلَّم اللغة وحفظ القرآن ودرس الفقه، ثمَّ تدرَّب على القتال وركوب الخيل وعلى كيفية قيادة الخطط العسكرية وكيفية التصرف في شؤون الدولة، فكبر ونشأ في تلك الفترة، كان المبدأ الأساس الذي حمله سيف الدين قطز منذ صغره هو كره المغول وقتالهم فهم الأعداء الأوائل لبلاده وأعداء البلاد الجديدة التي انتقل للعيش فيها.[٢]
أطلق التتار المغول على سيف الدين قطز اسم قطز وهو الذي يعني في المغولية الكلب الشرس، فقد كانت علامات القوة والبأس واضحة عليه، وقد قيل في وصفه أنَّه كان شابًا أشقر الشعر كثيف اللحية، بطلًا شجاعًا ملتزمًا بتعاليم الإسلام تزوج وأنجب ابنتين فقط ولم يعرف عنهما الناس أي خبر بعد وفاة قطز، وقد شاءت الأقدار أن يصلَ قطز إلى السلطة والحكم، فبعد أن استطاع الملك المعز التخلص من أيبك نشب خلاف بينه وبين زوجته شجرة الدر أدى إلى مقتلهما معًا، فتولى نور الدين علي بن المعز أيبك ولكن نور الدين كان صبيًا صغيرًا لا يستطيع الحكم، فأصبح الأمر في البلاد بيد قطز، فنشر الأمن وأحبط محاولات الأيوبيين لاسترداد حكم مصر من المماليك، فثبَّت حكمه بالقوة والحنكة، وفي الوقت الذي كان فيه الصبي الحاكم في مصر يلهو ويلعب كان المغول قد أسقطوا بغداد وقتلوا الخليفة المستعصم بالله، وكان هولاكو المغولي يصطاد المدن مدينة وراء مدينة، وعندما اقترب خطر المغول من بلاد الشام عزل سيف الدين قطز الصبي من الحكم وأعلن نفسه سلطانًا على مصر وبدأ بالتجهيز فورًا لحرب التتار.[٣]
بعد أن استلم سيف الدين قطز بدأت رسائل المغول ورُسُلُهم بالتوجه إلى مصير حاملة معها الوعيد والتهديد، فجمع سيف الدين قطز أمراء مصر واتفقوا على القتال وعدم الاستسلام والخضوع، فبدأ الحشد وجمع الناس للقتال والجهاد في سبيل الله والمسلمين ضد الخطر الذي يداهم الدولة، وفي هذا التوقيت وصل الظاهر بيبرس البندقداري إلى مصر وكان قد عهد صلحًا وطلب الأمان من قطز واتفقا على أن يتحدا في سبيل في مواجهة الخطر المغولي التي يترصد المنطقة، التقى قطز ببيبرس وخرجا معًا لملاقاة المغول خارج مصر، وصل الجيش إلى غزة في فلسطين اليوم، وسلك الطريق الساحلي باتجاه بحيرة طبرية، وهناك التقى المغول الذين كانوا بقيادة كتبغا، وكان هذا في صباح يوم الجمعة الموافق للخامس والعشرين من رمضان من عام 658هـ أي ما يوافق عام 1260م، والتحم الجيشان في معركة عين جالوت التي اشتهر اسم سيف الدين قطز بها وارتبط بها ارتباطًا تاريخيًا طويلًا، انتصر المسلمون في عين جالوت وانهزم المغول وتوقف زحفهم المرعب الذي أكل البلاد كلها، وكان لهذا النصر أهمية كبيرة في بث الثقة في نفوس المسلمين فتابع الجيش الزحف حتَّى دمشق ودخلها بعد أيام فقط، ثمَّ طهَّر كلَّ بلاد الشام من المغول بدأت خطب المساجد تنادي باسم قطز القائد المخلص من المغول، وبعد شهر من غيابه عن مصر قرر العودة في السادس والعشرين من شوال من عام 658هـ أي ما يوافق عام 1260م.[٤]
وبعد خمسين يومًا من عين جالوت وعندما كان سيف الدين قطز متوجهًا إلى مصر من بلاد الشام قُتل سيف الدين في منطقة تدعى الصالحية وهو في طريقه إلى مصر، قُتل على يد حليفه الظاهر بيبرس وتختلف الروايات في سبب إقدام بيبرس على قتل قطز، ولكن الغالب أنَّ بيبرس قتل قطز لرفضه تولية بيبرس على ولاية حلب، ويقول بعض المؤرخين أن السبب هو أن بيبرس كان يرى أنه أحق بالعرش من قطز فهو الذي هزم الحملة الصليبية السابعة التي قادها لويس التاسع في المنصورة، ولأن قطز لعب دورًا عظيمًا في عين جالوت، فكان يعتقد أنه أولى بالعرش من قطز لذلك أقدم على قتله، وبهذا انتهت حياة هذا البطل الإسلامي، وكان تاريخ وفاته بعد انتصاره بمعركة عين جالوت بخمسين يومًا فقط، والله أعلم.[٢]المراجع[+]
- ↑ "المماليك: التجليات الأخيرة للحضارة الإسلامية (1)"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 14-05-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب "سيف الدين قطز"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 14-05-2019. بتصرّف.
- ↑ "قطز قاهر التتار "، www.ahlalhdeeth.com، اطّلع عليه بتاريخ 14-05-2019. بتصرّف.
- ↑ "قطز"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 14-05-2019. بتصرّف.