قصة السلحفاة
قصة السلحفاة
تُعدُّ قصة السلحفاة والأرنب من قصص الأطفال المهمة التي يتم روايتُها للصغار في سنِّ مبكرة من حياتهم؛ لما لها من آثار عظيمة في نفوسهم، فضلًا عن وجود العديد من الدروس والعبر التي يمكن أخذها من هذه القصة، وتُعدّ قصة السلحفاة من قصص الخيال التي تقترن بعالم الحيوان، والتي تأخذ فيها الحيوانات بعض الصفات التي لا تكون فيها في الحقيقة، ويكون الهدف من ذلك تقريب الصورة إلى الأطفال، وترسيخ الفكرة في أذهانهم، بالإضافة إلى تعريف الأطفال ببعض أنواع الحيوانات وبعض صفاتها الواقعية.
وتدور أحداث قصة السلحفاة من الأرنب حول سلحفاة كانت تعيش في الغابة، والتقت في أحد الأيام مع أحد الأرانب، وكان هذا الأرنب مغرورًا بسبب ما حباه الله إيّاه من السرعة والخفّة والرَّشاقة، حيث كان يجوب الغابة ساخرًا من الحيوانات التي تتصف بالبطء النسبيّ، وفي أحد الأيام مرَّ الأرنب من أمام السلحفاة التي كانت تتحرك ببطء شديد، وبدأ بالسخرية منها وتوجيه عبارات الاستهزاء لها بسبب ثقل حركتها على الأرض، ولم يقف الأمر عند هذا الحدّ، بل امتدّ إلى تحدّي الأرنب للسلحفاة بسباق للجري يبدأ من مكان محدّد وينتهي في مكان محدّد.
وبالرغم من تفوّق الأرنب على السلحفاة في السرعة إلّا أن السلحفاة كانت تتصف بالحكمة والعزيمة والإصرار، وكانت تثق بقدرتها على الوصول إلى خط النهاية قبل الأرنب؛ بسبب ما كان عليه الأرنب من الغرور والتكبُّر، وجاء اليوم الموعود، وبدأ السباق بالفعل وانطلق الأرنب بالسرعة القصوى ليتجاوز السلحفاة بعشرات الأمتار، ومع اقتراب وصول الأرنب إلى خط النهاية أحس بالتعب وشعر بالنعاس، وقاده غروره إلى إسناد رأسه إلى جذع شجرة كي يستريح قليلًا؛ لأن السلحفاة بعيدة عنه، وتحتاج إلى وقت طويل للوصول إليه، وإذا به يغط في سبات عميق، الأمر الذي سمح للسلحفاة بالوصول إلى خط النهاية والفوز بالسباق، وحين استيقظ الأرنب أصابته الدهشة حين رأى السلحفاة تنتظره بعد خط النهاية فعرف أنّ الغرور تسبّب في خسارته للسباق، ولم يعد إلى السخرية من الآخرين مرة أخرى.
الدروس المستفادة من قصة السلحفاة مع الأرنب أن الغرور من أهمّ الأسباب التي تجعل المرء يخسَر نفسه؛ لأنه لا يرى عيوبه ولا يلتفت إليها، كما أن السخرية من الآخرين قد تُذكي فيهم روح التحدي والإصرار على تحقيق الهدف، كما يُستفاد من قصة السلحفاة أن الثقة بالنفس والعزيمة قد تقود صاحبها إلى تجاوز الصِّعاب وتحقيق ما قد يُوصف بالمستحيل، فبالنظر إلى فارق السرعات بين السلحفاة والأرنب فإن من المنطقي أن يسبق الأرنبُ السلحفاةَ لكن هذا لم يحدث، ليتعلَّمَ الأرنب ممّا حدث معه درسًا قاسيًا لن ينساه أبدًا.