جمع القرآن الكريم في عهد أبو بكر ال
محتويات
أبو بكر الصدِّيق
هو أبو بكر عبد الله بن عثمان القرشي، الصِّديق، العتيق -رضي الله عنه-، أول غزوة بدر وقد رافق النبي في كلِّ غزواته، وكان خير صاحب ومساند ومعين، شديد الطاعة لأوامر الله ورسوله.
خلافة أبي بكر الصدِّيق
توفي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فاجتمع الصحابة في سقيفة بني ساعدة ليختاروا خليفةً لرسول الله وانتهى الأمر على مبايعة أبي بكر الصديق -رضي الله عنه-، كانت مدة خلافته سنتين بدأت بحروب الردة، فبعد وفاة النبي -صلى الله عليه وسلم- ارتدت القبائل العربيَّة عن الإسلام وامتنعوا عن دفع الزكاة، وقد كان أبو بكرٍ الصديق شديدَ الحزم معهم، وحاربهم حتى عادوا إلى الطريق القويم، ولم يخفْ في الحقِّ لومة لائم، فكان بذلك خير من حفظ الأمة من الانقسام والفتنة، وقد حارب أيضًا من ادَّعوا النبوة بعد رسول الله كمسيلمة الكذاب وسجاح التغلبية وغيرهم، وبدأت في عهده الفتوحات في العراق وبلاد الشام، وفُتحت الكثير من الأمصار وعيَّن عليها أبو بكرٍ الولاة والعمال، فكانت فترة خلافته على قصرها مليئةً بالإنجازات والعطاء، ووضعت الدعائم لقيام الدولة الإسلاميَّة ونشر الدعوة في أصقاع الأرض، وقد تمَّ في عهده -رضي الله عنه- جمع القرآن الكريم في الصحف خوفًا عليه من الضياع أو التحريف.[١]
جمع القرآن الكريم في عهد أبي بكر الصديق
توفي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولم يتم جمع القرآن الكريم في عهده في المصاحف، بل كان محفوظًا في صدور الصحابة الكرام وبعض سوره مكتوبة في الألواح وبعض الصحُف، وعندما بُويع أبا بكرٍ الصدِّيق بالخلافة صار من الضروري أن يتم جمع القرآن الكريم كلِّه في الصحف وذلك لأسباب عديدة أولُها وفاة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ونهاية الوحي، وكذلك بسبب وفاة الكثير من الصحابة في حروب الردة والذين كان من بينهم كثير من الحفظة لكتاب الله، وقد تنبَّه عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- لذلك فاقترح على الخليفة أبي بكرٍ الصديق أمرَ جمع القرآن الكريم وبسرعة، وتدوينه في الصحف حتى لا تضيع آياتُ الذكر الحكيم بموت الحفظة، واستجاب أبو بكر الصديق لذلك بعد تردده في بداية الأمر، لأنَّه أمرٌ غير مسبوق ولم يحدث في عهد رسول الله.[٥]
وبذلك يكون الخليفة أبو بكرٍ الصديق -رضي الله عنه- أول من جمع القرآن الكريم ودونه في المصاحف، بناءً على مشورة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- وقد كان هذا الجمع دقيقًا، واختار له الصديِّق من الصحابة زيد بن ثابت -رضي الله عنه- دون غيره وذلك لأنَّه كان حافظًا لكتاب الله، ومعروفًا برجاحةِ عقلهِ وورَعِهِ وأمانتِه وهو من كُتَّاب الوحي في عهد النبي -صلى الله عليه وسلم-، وقد شارك في جمع القرآن الكريم كثيرٌ من الصحابةِ الحفَّاظ العدول، وكلُّ ذلك كان بفضل الله عزَّ وجلَّ وتوفيقه للصحابةِ الكرام ليحفظوا كتابَ الله ويحافظوا عليه تصديقًا لقوله تعالى : { إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}[٦]، جزى الله أبا بكرٍ الصديق والصحابة الكرام خير الجزاء عن كلِّ المسلمين.[٥]
وفاة أبي بكر الصديق
مرض أبو بكرٍ الصدِّيق بعد أن اغتسل في يومٍ شديد البرودة، واستمرَّ مرضه خمسة عشرة يومًا، أصابته خلالها الحُمّى الشديدة حتى أنَّه لم يعد يخرج للصلاة بالناس، وكان عثمان بن عفان -رضي الله عنه- ألزم الناس لأبي بكرٍ في مرضه، فلما اشتدَّ به المرض وعلم أنَّه مرض الموت جمع الناس، وحلَّ نفسه من الخلافة وجعل أمر اختيار الخليفة شورى بينهم، ولكنَّهم طلبوا منه أن يولي خليفةً من بعده، فاستشار أبو بكر الصحابة ووقع الاختيار على عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، ثم كتب أبو بكر عهدًا بذلك ليُقرأ على الناس وكان نَصهُ: "بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما عهد أبو بكر بن أبي قحافة في آخر عهده بالدنيا خارجاً منها، وعند أول عهده بالآخرة داخلاً فيها، حيث يؤمن الكافر ويوقن الفاجر ويصدق الكاذب، إني استخلفت عليكم بعدي عمر بن الخطاب فاسمعوا له وأطيعوا، وإني لم آل الله ورسوله ودينه ونفسي وإياكم خيراً، فإن عَدَلَ فذلك ظني به وعلمي فيه، وإن بَدّلَ فلكل امرئ ما اكتسب، والخير أردت ولا أعلم الغيب: {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ}[٧]"، وتوفي الصديق -رضي الله عنه- في يوم الاثنين في شهر جمادى الآخرة سنة 13هجريَّة بعد أن دافع عن الإسلام وجمع القرآن الكريم -فرضي الله عنه وأرضاه-.[١]المراجع[+]
- ^ أ ب ت "أبو بكر"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 19-05-2019. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني ، في تخريج كتاب السنة ، عن نافع مولى ابن عمر ، الصفحة أو الرقم: 1193، إسناده صحيح.
- ↑ "فضائل أبي بكر الصديق"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 19-05-2019. بتصرّف.
- ↑ سورة التوبة ، آية: 40.
- ^ أ ب "جمع القرآن في عهد أبي بكر"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 19-05-2019. بتصرّف.
- ↑ سورة الحجر، آية: 9.
- ↑ سورة الشعراء، آية: 227.