سؤال وجواب

الأحاديث النبوية الصحيحة عن النسا


مكانة المرأة في الإسلام

لقد أخرج الدين الإسلامي المرأة العربية من جَورِ الجاهليين وظلمهم وتطاولهم عليها، ونقلها الإسلام من الوأد إلى العزة والكرامة فأصبح لها دور عظيم في بناء المجتمع، ونقلها من زمن أكل الجميع فيه حق المرأة إلى زمن تساوت فيه المرأة والرجل في كثير من الحقوق، وقد نظر الإسلام إلى المرأة على أنَّها جنس لطيف فأمر بالمحافظة على أحاسيسها ومشاعرها، كما أنَّه لم يحجِّم حريتها ولم يقيِّد عقلها، بل أمر باحترامها وصونها وجعل لها حقًّا في الإرث كالرجال تمامًا، وقد أوصى رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- الناس بالنساء في حجة الوداع في إشارة إلى أهمية معاملة المرأة معاملة حسنة، ففي هذا أجر وثواب عظيم، وخلال المقال سيتم ذكر لبعض الأحاديث النبوية الصحيحة عن النساء.[١]

الأحاديث النبوية الصحيحة عن النساء

لقد عامل رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- نساءه أمهاتِ المؤمنين خير المعاملة، فكان معهم نعم الزوج المعلِّم، حافظ على مشاعرهم ورعى احتياجاتهم وطبَّق فيهم شرع الله -سبحانه وتعالى-، كما أنَّ رسول الله ذكر المرأة في أحاديث نبوية كثيرة وحثَّ المسلمين على ضرورة الإحسان إلى النساء وإلى ضرورة تقوى الله في معاملتهن، ومن أبرز ما جاء من الأحاديث النبوية الصحيحة عن النساء ما يأتي:[٢]

  • عن أبي هريرة -رضي الله عنه- إنَّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: "واسْتَوْصُوا بالنِّساءِ خَيْرًا، فإنَّهُنَّ خُلِقْنَ مِن ضِلَعٍ، وإنَّ أعْوَجَ شيءٍ في الضِّلَعِ أعْلاهُ، فإنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ، وإنْ تَرَكْتَهُ لَمْ يَزَلْ أعْوَجَ، فاسْتَوْصُوا بالنِّساءِ خَيْرًا"[٣].
  • وعن سمرة بن جندب -رضي الله عنه- إنَّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: "إِنَّ المرأةَ خُلِقَتْ مِنْ ضِلَعٍ، وإِنَّكَ إِنْ تُرِدْ إِقامَةَ الضِلَعِ تكْسِرْهَا، فدارِها تَعِشْ بِها"[٤].
  • عن أبي هريرة -رضي الله عنه- إنَّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: "إِنَّي أُحَرِّجُ عليكم حقَّ الضعيفينِ" اليتيمُ، والمرأةُ"[٥].
  • وفي حديث حُلَّل فيه لبس الذهب والحرير للنساء، روى أبو موسى الأشعري -رضي الله عنه- أنَّ رسول الله -عليه الصَّلاة والسَّلام- قال: "حُرِّمَ لِباسُ الحريرِ والذَّهبِ على ذكورِ أُمَّتِي، وأُحِلَّ لإناثِهِم"[٦].

شرح حديث نبوي عن المرأة

بعد ما جاء من الأحاديث النبوية الصحيحة عن النساء لا بدَّ من الوقوف على أحد الأحاديث في السّنة النبوية التي أظهر من خلالها رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- أهمية المرأة ومكانتها بطريقة باطنية أو ظاهرية، وقد جاء في حديث أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: "كانَ رَسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- في سَفَرٍ، وكانَ معهُ غُلَامٌ له أسْوَدُ يُقَالُ له أنْجَشَةُ، يَحْدُو، فَقَالَ له رَسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-: ويْحَكَ يا أنْجَشَةُ رُوَيْدَكَ بالقَوَارِيرِ"[٧].

يمكن القول في شرح الحديث إنَّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- كان ذات يوم في طريق سفر وكان معه غلام اسمه "أنجشة"، وكان أنجشة يحدو الإبل ويسوقها في السير، فقال له رسول الله: رويدك أي أمهل في سوقك وسيرك، رويدك بالقوارير، أي تمهَّل على النساء اللواتي ركبْنَ على الإبل، والقوارير جمع قارورة وقد شبَّه رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- النساء بالقوارير إظهارًا للُطْفِهنَّ ورقَّتِهنَّ وضعف بنيتهنَّ، لذلك دعا رسول الله أنجشة إلى الرفق واللين في أي عمل مع النساء، والحديث شاملٌ عام يجب على الأمة كلِّها أن تتمثله وتعمل به، فأحاديث رسول الله عامة في الحكم، شاملة في المنهج والعقيدة، فعلى كلِّ مسلم أن يرفق في معاملة زوجته وأمه وأخوته وخاصته من النساء تحقيقًا لأمر رسول الله -عليه الصَّلاة والسَّلام-، والله تعالى أعلم.[٨]

المراجع[+]

  1. "مكانة المرأة في الحياة"، www.binbaz.org.sa، اطّلع عليه بتاريخ 21-05-2019. بتصرّف.
  2. "المرأة في السنة النبوية المطهرة"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 21-05-2019. بتصرّف.
  3. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 5185 ، صحيح.
  4. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن سمرة بن جندب، الصفحة أو الرقم: 1944، صحيح.
  5. رواه السيوطي، في صحيح الجامع، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 2636، صحيح.
  6. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أبو موسى الأشعري عبدالله بن قيس، الصفحة أو الرقم: 3137، صحيح.
  7. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 6161، صحيح.
  8. "شرح النووي على مسلم"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 21-05-2019. بتصرّف.